كشف تقرير حصلت عليه (الرياض) المراحل والجهود الجبارة التي بذلت لتطويق أزمة الشعير، وبالتالي توفره في منافذ البيع المختلفة , حيث أسهم ذلك في تجاوز معضلات عانى منها مربو الماشية في المملكة أنعكست سلبا عليهم، وعلى المستهلك . وتجولت (الرياض) في تلك المنافذ الموجودة بالعاصمة للوقوف على ذلك، حيث لمسنا تلك الفرحة، وذلك الابتهاج لدى المواطنين الذين ابتهلوا بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حيث دعمه وتوجيهاته المباشرة والفورية، وحرصه على راحة المواطن، واستقراره وتوفير سبل العيش المناسبة له . كما كانت هناك مجهودات بذلت من قبل وزارة المالية , وباشراف مباشر من قبل معالي الوزير الدكتور ابراهيم العساف، وعدد من مسؤولي ومنسوبي الوزارة ليلا ونهارا، دون كلل أو ملل . وكبداية لذلك الموضوع الذي يعد هاما للغاية، فإنه تعد الثروة الحيوانية جزءاً لا يتجزأ من الحياة الاقتصادية لأي مجتمع، وقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين القطاع الزراعي والثروة الحيوانية عناية وتشجيعاً خاصين تتمثل في الإعانات المقدمة، ومنها إعانات الأعلاف بأنواعها، إضافة إلى حماية النباتات، والأشجار البرية من جور الرعي، والاحتطاب لتلافي تدهور المراعي . ونتيجة لشح الأمطار في السنوات الماضية الذي تسبب في الجفاف وانحسار الغطاء النباتي، أتجه مربو الماشية إلى استخدام البدائل الأخرى لتعليف مواشيهم، ومنها الأعلاف، وبالذات الشعير الذي يفضله معظم المربين ، ويعتمد عليه كغذاء رئيسي للماشية لانخفاض سعره ، ولما يتمتع به من مكونات غذائية، حيث يحتوى على النشاء والبروتين بنسب عالية إضافة إلى بعض الأملاح المعدنية، منها الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم . كما أن الشعير مادة أساسية في صناعة الأعلاف المركبة التي تنتجها مصانع الأعلاف المنتشرة في جميع أنحاء المملكة في ظل الارتفاع المستمر لأسعار مكونات تلك الأعلاف من الحبوب، وبالذات أسعار الذرة الصفراء حيث إنه وبعد ارتفاع أسعار الذرة عالمياً، تم إدخال الشعير بديلاً للذرة في المركبات العلفية، لانخفاض سعره مقارنة بأسعار الذرة الصفراء التي لا يزال الطلب متزايداً عليها عالمياً كمصدر علفي ، وكذلك كمصدر منتج للوقود الحيوي المستخدم في إنتاج الطاقة . ونظراً للضغوط التي شهدتها أسوق الحبوب العالمية ، وخاصة الذرة والقمح ، وما تبعها من توجه واضح لارتفاع أسعار كافة الحبوب، ولأهمية الشعير كمادة علفية مناسبة ومفضلة لمربي المواشي في المملكة فقد تعاقدت (وزارة المالية) مع شركة الحبوب والأعلاف السعودية القابضة (السعودية للأعلاف) على استيراد الكمية التي ترى الوزارة ملاءمتها من الشعير لأسواق المملكة بالأسعار المناسبة التي تقبلها الوزارة . وبحسب مصادر في الوزارة نفسها، فان المملكة تستورد حوالي 7.5 ملايين طن من إجمالي شعير الأعلاف المتاح للتصدير في الأسواق العالمية المقدر بحوالي 12 مليون طن . وقد شمل الاتفاق مع الشركة ، الذي سمي مشروع شامل وبدأ في 9/9/2009، على أن تقوم الشركة بالاستيراد بتمويل من وزارة المالية ونجح المشروع في تأمين كميات من الشعير عامي 2009 و 2010 والأشهر المنصرمة من هذا العام 2011م ، وبالتالي بيعه من خلال نقاط التوزيع، والجمعيات التعاونية بأسعار مناسبة . العتيبي يتحدث ل(الرياض) ولتخفيف الطلب على الشعير من قبل مصانع الأعلاف تعاقدت وزارة المالية على استيراد القمح العلفي ليكون بديلاً للشعير في مدخلات مصانع الأعلاف حيث انه يتمتع بنفس مواصفات الشعير، وارتفاع نسبة البروتين فيه . ومنذ أن تولت وزارة المالية مهام استيراد الشعير ، جندت لهذا الغرض فرق عمل في جميع محطات التعبئة في موانئ المملكة التي يتم استيراد الشعير من خلالها ( ميناء جدة ، والدمام ، والجبيل ، وينبع ، وجازان ، وضبا) للإشراف على تحميل الشعير، إضافة إلى المشاركة مع الجهات المختصة في مراقبة نقاط البيع في المدن والقرى , للتأكد من وصول تلك الشاحنات للمستهلكين . كما قامت بالتنسيق مع المختصين في مشروع شامل للتأكد من استمرار توفير الشعير من مصادرة الرئيسية، وبالكميات المناسبة لسد حاجة مربي المواشي في المملكة من تلك السلعة . وقد لاحظ المختصون المتابعون لموضوع الشعير من الجهات الحكومية في نهاية شهر يوليو، وبداية شهر أغسطس، أنه بالرغم من ارتفاع أعداد الشاحنات المحملة بالشعير في محطات التعبئة في موانئ المملكة ، إلا أن الكميات التي تصل إلى نقاط البيع أقل بكثير مما يتم تحميله، مما يعني أن هناك تسرباً لأغلب الكميات المحملة، إما لتخزينها، أو بيعها في غير مناطق البيع المخصصة لذلك في مدن وقرى المملكة، وبأسعار تزيد على السعر المحدد ب (40) ريالاً للكيس . وقد تم بحمد الله ثم بتضافر جهود العاملين في الجهات المختصة متابعة الشاحنات المحملة بالشعير , والتأكد من وصولها لنقاط البيع الأمر الذي انعكس إيجابياً على توفر تلك السلعة، وبكميات كبيرة . كما توفرت أرصدة كافية من الشعير في محطات التعبئة في موانئ المملكة. تجنيد فرق عمل لمتابعة محطات التعبئة ومراقبة نقاط البيع لمنع التجاوزات يتضح من الجدول أن عدد البواخر القادمة للمملكة ، والمحملة بالشعير خلال من 1/8/2011 م إلى 30/10/2011م قد بلغت (64) باخرة ، منها التي تم تفريغها، وتأمينها للمستهلكين في مناطق البيع المخصصة في مدن وقرى المملكة ، ومنها ما هو تحت التفريغ حالياً في الموانئ ، ومنها ما هو متوقع وصولها خلال شهر أكتوبر 2011م . وقد بلغ إجمالي حمولة تلك البواخر (3.179.906) طن . وبالرغم من ذلك يعاني سوق الشعير في المملكة من كثرة الشائعات وسرعة رواجها ، الأمر الذي يؤثر على سلوك المستهلكين لهذه السلعة . حيث أدت إشاعة انقطاعه من السوق إلى قيام العديد من المواطنين بتخزينه بكميات كبيرة، مما أدى إلى شح المعروض منه، وبالتالي تزاحم المستهلكين في نقاط البيع، وتذمرهم إضافة إلى نشوء سوق سوداء وبالذات في المناطق البعيدة عن رقابة الجهات المختصة . عاملان يحملان أكياس شعير في سوق العزيزية كما أدت إشاعة انخفاض سعره، أو التوجه نحو تخفيض سعره من قبل الدولة إلى انخفاض أعداد الشاحنات المحملة في محطات التعبئة مقارنة بما هو مستهدف في تلك الفترة ، بسبب عزوف بعض المتعهدين عن التعبئة من المحطات لتوفره بكميات كبيرة في مخازنهم وخوفاً من تحملهم خسائر من هذا التخفيض . وبالرغم من التصريحات الرسمية ، والنشاط الملحوظ للجهات المختصة باستيراد الشعير، ومراقبة بيعه في جميع مناطق المملكة، والعقوبات الرادعة بحق المتلاعبين بالأسعار، إلا أن الشائعات مستمرة خاصة مع قرب موسم الحج وعيد الأضحى المبارك ! وبدوره قال المربي صلاح الشيباني ل(الرياض) انه يرفع أكف الضراعة للمولى عزوجل ثم لخادم الحرمين الشريفين , ولوزارة المالية , فقد عاش المربون أوقاتا عصيبة لا توصف، وارتفعت الاسعار ارتفاعا لا يصدق، وهذا كله يؤثر على الجميع، لكن الآن ولله الحمد الشعير متوقر وبسعر 40 ريال. ويرى شجاع العتيبي أن الوضع الآن مستقر، بفضل ثم بفضل دعم المليك القائد، وان كان يأمل أن السعر يكون أقل من سعره الحالي، لأن التاجر مستفيد، ويطالب في الوقت نفسه وزارة التجارة، والجهات الرقابية بمراقبة السوق، والانتباه للعمالة السائبة غير المنظمة. ومن جانبه يرى المتعهد صالح بن عبدالعزيز المطوع أن الشعير أصبح متوفر، وبكميات تفي بالحاجة ولله الحمد، وكان يشير الى تلك الكميات من خلال المستودع الخاص به في سوق العزيزية بالرياض، وذكر أن سعر الشراء 36 ريالاً على المتعهد ويتم بيعه ب 40 ريالاً , وبالأمس بحيث لم يكن هناك ازدحام، فقد يباع احياناً ب 38 أو 39 ريالاً. وفي كل الأحوال، ومن خلال هذا التقرير، نسأل الله أن يجزي خادم الحرمين كل الجزاء لدعمه، ومساندته، وتلمسه لأحوال المواطنين، فمن شاهد أسواق الرياض لمس الفرق، فقد اختفى الزحام والتكدس !