تحتفل المملكة بذكرى توحيدها وسط نهضة شاملة بدأها المؤسس -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -، وأكملها أبناؤه البررة من ملوك وأمراء، ليتو ج عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه -. ولعل ما يميز اليوم الوطني في عهد خادم الحرمين الشريفين هو تنامي الحس الوطني لدى أبناء المملكة، الذي أصبح واضحاً جلياً في حبهم لوطنهم وتفانيهم لإعلائه، مستمدين هذا الحس من حبهم لمليكهم الذي سكن قلوبهم وملأ جوارحهم. لقد أصبح اليوم الوطني للمملكة يمثل مناسبة خاصة سعيدة لكل من يعيش على أرض المملكة من أبنائها أو خارجها، وسط تنامي الحس والشعور الوطني بالانتماء ليبقى الحدث وتاريخ حدوثه في قلب وعقل كل مواطن. فبعد إعلان توحيد المملكة العربية السعودية في أول الميزان سنة 1351ه المصادف 23 سبتمبر 1932م أصبح الشعور بالوحدة الوطنية لجميع سكان المملكة العربية السعودية في جميع المناطق هو السائد وأصبح أمراً واقعاً وملموساً، وتمثل في الانتماء الوطني وحب الوطن وفي حب الإخلاص في العمل تحت راية التوحيد. وقليلة هي الأيام التي تمر في ذاكرة الأمم والشعوب، وتبقى خالدة في قلوبهم، ويتذكرونها في كل يوم يصادف هذا الحدث من أعوامهم، وهي أيام ترتبط بأحداث تاريخية مفصلية في حياة تلك الشعوب. وفي هذه الذكرى العزيزة على نفوس جميع المواطنين، وهي اليوم الوطني. وهذا الوطن الشامخ يتطلب منا الكثير ونحن مدانون له بالحب والولاء ولقيادته بالسمع والطاعة، والانتماء الصادق مثلما قدم أجدادنا أسمى معاني الوطنية وحب الأرض عندما تجسدت تلك المعاني في أروع صورها بتوحيد المملكة، وكان ذلك نتاج الحب الصادق للأرض والانتماء لهذا البلد الطاهر، وكان هذا واضحاً عندما تجسدت ملحمة التوحيد لهذا الوطن العملاق بأروع صورة من قبل أكثر من مائة عام، وقد تجلت بحب الأرض والقائد طيب الله ثراه وهي الحصانة ضد تلك الرياح، فاليوم ما أحوجنا إلى تعميق الثقافة الوطنية وزرعها في نفوس أبنائنا الشباب وأطفالنا مثل بقية شعوب العالم، ولكن بطريقة أكثر تميزاً لأن أرضنا مقدسة وفيها الحرمان الشريفان وهي أرض الرسالات وأرض محمد صلى الله عليه وسلم مثلنا الأعلى الذي أعطانا دروساً كثيرة في حب الأرض والوطن، وتجلى ذلك في أحاديثه الكريمة وخطبه الشريفة. فقد أصبح اليوم الوطني للمملكة يمثل مناسبة خاصة وسعيدة لكل من يعيش على أرض المملكة من أبنائها أو خارجها، وسط تنامي الحس الوطني والشعور بالانتماء ليبقى الحدث في قلب وعقل كل مواطن.