قليلة هي الأيام التي تمر في ذاكرة الأمم والشعوب وتبقى خالدة في قلوبهم وعقولهم، يتذكرونها في كل يوم يصادف هذا الحدث من أعوامهم، وهي أيام ترتبط بأحداث تاريخية مفصلية في حياة تلك الشعوب. واليوم الوطني لا يغيب عن ذاكرة أبناء المملكة العربية السعودية في يوم من الأيام، فهو شاخص أمام أعينهم طيلة العام، فكل نهضة تعيشها المملكة وكل مناسبة سعيدة في هذا الوطن تذكرهم بكفاح الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي وحد هذه البلاد ليجعل أبناءها من فضل الله يعيشون اليوم في رخاء واستقرار. وفي هذه الأيام تحتفل المملكة بذكرى توحيدها وسط نهضة شاملة بدأها المؤسس رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وأكملها أبناؤه البررة من ملوك وأمراء ليتوج عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه. ولعل ما يميز اليوم الوطني في عهد خادم الحرمين الشريفين هو تنامي الحس الوطني لدى أبناء المملكة، الأمر الذي أصبح واضحاً جلياً في حبهم لوطنهم وتفانيهم لإعلائه، مستمدين هذا الحس من حبهم لمليكهم الذي سكن قلوبهم وجوارحهم، وسكنوا قلبه، فهو ملك القلوب والإنسانية. وفي عهده الزاهر أصبحت المملكة تحتفل في كل عام وفي جميع مناطقها باليوم الوطني بعد أن أصبح إجازة وطنية لجميع العاملين ليحيوا هذه الذكرى الجميلة والعزيزة على قلوبهم. فقد أصبح العيد الوطني للمملكة يمثل مناسبة خاصة وسعيدة لكل من يعيش على أرض المملكة من أبنائها أو خارجها، وسط تنامي الحس الوطني والشعور بالانتماء ليبقى الحدث وتاريخ حدوثه في قلب وعقل كل مواطن. فبعد إعلان توحيد المملكة العربية السعودية في أول الميزان سنة 1351ه المصادف 23 سبتمبر 1932م، أصبح الشعور بالوحدة الوطنية لجميع سكان المملكة وفي جميع المناطق هو السائد وأصبح أمراً واقعاً وملموساً ويتمثل في حب الوطن. * رئيس مجموعة شركات الظاهري