تعد البرامج الحوارية الرياضية إضافة حقيقية للإعلام الرياضي من خلال تناولها للقضايا التي تهم الشارع الرياضي ومناقشتها وتشخيصها وبيان واقعها وتحديد أسبابها وأبعادها وآثارها ثم إعطاء حلول وبدائل وبالتالي علاجها. وهي رسالة إعلامية صادقة بمثابة بلسم شاف لكثير من الأمور الرياضية حيث تضع النقاط على الحروف وتقرأ ما بين السطور مع نخبة من الضيوف المميزين الذين يتمتعون بخبرات واسعة وسمعة طيبة وثقافة جيدة في المجال الرياضي تؤهلهم للمشاركة الإيجابية في مثل هذه البرامج والتي تحتاج إلى طريقه مثلى في اختيار موضوع النقاش وتميز ودقة في طريقة عرضه وطرحه، وقدرات إعلامية واعية ومدركة وجهد في الإعداد والتنسيق، وثقافة وأسلوب في إدارة الحوار وممارسة مهنية في الإخراج. هنا نحتاج إلى تحديد المشكلات والقضايا الساخنة والتي تكون حديث الساعة ليتناسب توقيت طرحها مع تفاعل المتلقي لها، وتحظى بصدى أوسع وقبول أكثر في الوسط الرياضي، كما نحتاج إلى تحديد محاور عديدة ومتسلسلة نستطيع مناقشتها بشكل منطقي وإيجابي وبمنحى عن أي مؤثر كالميول أو العلاقات أو المصالح، وبالتالي يكون لنوعية الضيوف وتاريخهم الرياضي وخبرتهم ومؤهلاتهم وموقفهم من القضية محور النقاش دور مهم في الحوار حتى يصل المتابع إلى قناعة كاملة مبنية على أساس واضح ويكون أكثر ثقة وتفاعلا. لذلك يعد دور مقدم البرنامج وثقافته ومعلوماته وقدراته وإمكاناته ومؤهلاته وأسلوبه ومدى تمكنه من إدارة الحوار واستخدام المفردات وفتح محاوره بطريقة تكون أكثر تشويقا وجذبا، ولها قبول لدى المشاهد وبعيدة عن التكلف والاصطناع من الأمور الحاسمة في نجاح البرنامج. من أجل ذلك كانت فكرة هذه البرامج كإضافة للساحة الرياضية وإثرائها وأن تكون رافدا قوىا بعيدا عن التأجيج والإثارة وحب الظهور والشهرة. وتهدف إلى توسيع الدائرة عند تناول أي قضية بعرض التقارير وفتح المجال أمام المداخلات وطرح تصويت مصاحب. حيث يطرح البرنامج القضية كطرف محايد يعطي الحقائق والمعلومات بكل صدق وأمانة وبدون تحيز أو توجيه ويعطي أيضاً مساحة لكل الآراء للمشاركة وإبداء وجهات النظر، ويترك الحكم للمتلقي لتحديد موقفه. كما أن الجدية والاحتراف في عمل هذه البرامج وطرحها بأفكار جديدة وطريقة إخراجها وديكور الأستوديو وموعد البث من الأمور التي تعطي مثل هذه البرامج نجاحا أكبر.