حينما يكون الحديثٌ عن الوطن فإننا لا نستطيع وصف ذلك الشعور الذي ينتابنا عند كتابة كلمات أو نثر مشاعر، لكن أجد لزاماً علي المشاركة وأنا من بضاعته قليلة في الكتابة والصياغة، فأقول مستعيناً بالله بأنها تحل ذكرى اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة.. ففي يوم الخامس من شوال من عام 1319ه الموافق 17 يناير 1902م، يتذكر المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز الحدث الذي تم فيه جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن بعد توفيق الله، يوم توحد فيه هذا الكيان على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله له . تمر علينا هذه المناسبة ونحن نرى أحلام المؤسس تتحقق الواحدة تلوا الأخرى منطلقين من إيمان بالله راسخاً ثم بحنكة القادة الأنجاب وصولاً إلى قائد الأمة وباني نهضتها في هذه الحقبة من الزمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان التمسك بالعروة الوثقى والالتزام بالجد والإصلاح والمثابرة هو سبيله تحدثت عن ذلك أفعاله قبل أقواله.. كما لا ننسى أن نشيد بما يبذله ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز من جهود عظيمة لرفعة هذا الوطن. إن النفوس لتمتلئ فخراً واعتزازاً عندما نرى أن هذا الوطن وقد اجتمع على قلب رجل واحد يحدوه الأمل بتحقيق قدرها بأن تكون قبلة للمسلمين يشد إلى مسجدين فيها الرحال من شتى بقاع الدنيا، مع إيمان كل فرد فينا على أهمية الوحدة الوطنية من منطلق الوقوف على المعنى الحقيقي للانتماء الذي يعتبر مصدر قوة للوطن، ومصدر قوة للقيادة بعد إيمانها بالله وتوكلها عليه. أخي المواطن الكريم يجب علينا أن نترجم الحب لهذا الوطن إلى أفعال وأن لا ندخر جهداً في خدمته والحفاظ على دواعي وأسباب الأمن والاستقرار فيه وعدم السماح لأي عابث أو حاقد أو حاسد بالإخلال أو مصادرة ما تحقق من مكتسبات. قبل الختام فإنني أوجه دعوة لاستشراف ملامح الغد المشرق بمشيئة الله وما نتطلع إلى تحقيقه من الرقي والتقدم في جوانب الحياة والمحافظة على المقدرات الوطنية التي تحققت والسعي الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية المواطن وتقديم اجتماع وتوحد الأمة على تحقيق مكتسبات وتطلعات فردية ضيقة خاصة في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم تقلبات سياسية واقتصادية. ختاماً فإنني ابتهل إلى الله أن يحفظ مملكتنا الغالية من كل مكروه، وأن يحفظ لنا قادة هذا الوطن ويجزيهم عنا خير الجزاء، وأن يديم علينا نعمه وفضله وسائر بلاد المسلمين آمين. * وكيل جامعة شقراء المكلف