يبدأ مجلس الأمن الدولي الاثنين مشاوراته للنظر في طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة، لكن التصويت ليس متوقعا قبل أسابيع، وقد حذرت واشنطن من أنها ستستخدم حق الفيتو مشددة على أن وحدها المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو السبيل الوحيد لإقامة دولة فلسطينية. كما اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما أن المسعى الفلسطيني طريق مختصرة لن تثمر عن سلام حقيقي ودائم، وحاولت اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الحث على إعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات. واقترحت الرباعية الجمعة بديلا للمسعى الفلسطيني يقوم على استئناف مفاوضات السلام في غضون شهر على أن يتعهد الجانبان التوصل إلى حل نهائي هذا العام، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحظى بدعم كبير في الضفة الغربية استبعد أي مفاوضات جديدة دون "وقف تام" للاستيطان. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مقابلة مع برنامج "ميت ذي برس" على شبكة "ان بي سي" الأميركية الأحد أن نصيحته لعباس هي "إذا أردت السلام عليك أن تضع شروطك المسبقة جانبا" ويعتبر الفلسطينيون الذين انسحبوا من المفاوضات الأخيرة في سبتمبر 2010 بعد وقف قرار تجميد أعمال البناء في المستوطنات، أن إسرائيل ضمت القدس بحكم الأمر الواقع وأنها تواصل الاستيلاء على الأراضي طيلة السنوات العشرين الماضية. وقالت المفاوضة الفلسطينية حنان عشراوي لبرنامج "ذيس ويك" على قناة "ايه بي سي" "لقد تفاوضنا حتى الغثيان في عملية لا تمت للواقع بصلة، وهذه هي المشكلة". وأضافت "أن الاستمرار في التفاوض يعطي إسرائيل مهلة إضافية لفرض أحكام أحادية وبناء المزيد من المستوطنات والاستيلاء على المزيد من الأراضي، وهو يشكل خطر تقويض ليس عملية السلام فحسب بل آفاق السلام نفسها"، ومنذ احتلالها الضفة الغربية في العام 1967، بنت إسرائيل أكثر من 130 مستوطنة تضم أكثر من 300 ألف مستوطن. كما يقيم قرابة 200 ألف إسرائيلي في أحياء استيطانية في القدسالشرقية. وتظهر أرقام وزارة الداخلية الإسرائيلية أن غالبية المستوطنين في الضفة الغربية يقيمون في ثماني مستوطنات كبرى تريد إسرائيل أن تضمها إلى أراضيها ضمن أي تسوية نهائية مع الجانب الفلسطيني، وتعتبر إسرائيل القدس بجزيئها "عاصمتها الأبدية التي لا تتجزأ" وان أعمال البناء في القسم الشرقي منها لا تشكل نشاطا استيطانيا، إلا أن الفلسطينيين يطالبون بالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية ويعارضون توسيع سيطرة إسرائيل عليها.