أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية سلسلة من اللقاءات في محاولة لإخراج عملية السلام من الطريق المسدود، وذلك بعد فشل الولاياتالمتحدة في إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان، وتلتقي كلينتون في واشنطن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالإضافة إلى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، بحسب مسؤولين امريكيين. وتأتي هذه اللقاءات في اعقاب محادثات اجرتها مع كبير المفاوضين الإسرائيليين اسحق ملوخو. واعلن المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي أن كلينتون ارادت الاستماع “الى وجهة النظر الإسرائيلية حول افضل طرق للتقدم”، من دون اي تفاصيل اخرى، واضاف كراولي أن كلينتون تحدثت مرتين عبر الهاتف الاربعاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشجيعه على ارسال عريقات إلى واشنطن. ودخلت محادثات السلام في ازمة الثلاثاء عندما اقرت الولاياتالمتحدة أنها فشلت في جهود استمرت اسبوعين لاقناع إسرائيل بتجديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاوول موفاز العضو في حزب كاديما (وسط) والذي سيحضر كلمة كلينتون لصحافيين في واشنطن امس الأول أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل بدأتا بشكل خاطئ، وقال موفاز “اعتقد أن التجميد كان خطًا استراتيجيًا للجانبين” في اشارة إلى قرار بتجميد الاستيطان لمدة 10 اشهر انتهى العمل به في سبتمبر.واضاف “كانت المرة الاولى التي تفرض فيها شروط مسبقة على العملية. بعد عشرة اشهر من تجميد الاستيطان في القدس والمستوطنات لم يحصل شيء وباتت مسالة قرار التجميد هي الاساس”. من جهته، صرح باراك بعد لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نيويورك أن على الإسرائيليين والفلسطينيين “تخطي” الخلاف حول البناء الاستيطاني و”المضي قدمًا” في عملية السلام. من جهتها قالت السياسية الفلسطينية البارزة حنان عشراوي إن إجراء مزيد من محادثات السلام الخاصة بالشرق الأوسط سيكون “ضربًا من العبث” ما لم تضع الولاياتالمتحدة حدًا “للانتهاكات الإسرائيلية”. وانتقدت عشراوي الخبيرة بعملية السلام التي انطلقت قبل نحو 20 عامًا نهج الولاياتالمتحدة الذي يعطي إسرائيل فسحة زمنية لتوسيع المستوطنات وتعميق سيطرتها على الأرض التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. وأضافت عشراوي التي كانت عضوًا في الوفد الذي تفاوض مع إسرائيل على مدى عامين من 1991م “بلغ السيل الزبى”. وقالت عشراوي في مقابلة أمس: “هذا النهج يجب أن يتوقف. لا يمكنك الاستهانة بذكائنا بادعاء أنك تريد سير العملية (السلمية) وحل الدولتين ثم تسمح بتدميرها أمام أعيننا، لقد حان الوقت للعمل بدلًا من الافراط في الكلام عن عملية السلام”. وقالت عشراوي معلقة على إعلان واشنطن فشلها في تجميد الاستيطان: “مرة اخرى تراجعت الولاياتالمتحدة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية والتصلب، تريد إسرائيل مواصلة الاستيطان وساعدها الأمريكيون بمنحها الوقت للتوسع.. لتأخذ المزيد من الأرض..المزيد من الموارد ولتزيد صعوبة الحياة علينا”. وأضافت عشراوي: “ما شغلهم من البداية هو دفع الطرفين للمحادثات. التركيز والنهج كانا خطأ منذ البداية. التركيز على سير العملية والشكل بدلًا من الجوهر والأهداف”، وانتقدت النهج الأمريكي القائم على فكرة أن المفاوضات بين الطرفين هي وحدها التي يمكن أن تثمر اتفاقًا. ودعت إلى “تدخل جاد” من أجل “كبح الانتهاكات الإسرائيلية”، وقالت: “المزيد من ذات المحادثات سيثمر مزيدًا من الاخفاق ومزيدًا من عدم الثقة ومزيدًا من العنف ومزيدًا من التشدد. اذا لم يفهموا ذلك.. فانهم لا يتعاملون مع هذا العالم، إنها ضرب من العبث”. وأردفت عشراوي في اشارة إلى أثر الاستيطان اليهودي في القدسالشرقية والضفة الغربية: “وصلنا إلى نقطة لم يعد عندها حل الدولتين قابلًا للتطبيق. سيصبح عسيرًا ان لم يكن مستحيلًا بالفعل”. وقالت إنه يجب أن يكون إنهاء الاحتلال على وجه السرعة ركيزة أي مفاوضات مضيفة أن إسرائيل تعمل من أجل ترك الفلسطينيين “كدويلة مؤلفة من مراكز سكانية.. رام الله والخليل وبيت لحم.. تحيط بها كلها المستوطنات”.