هل يمكن أن ينطلي علينا، نحن المسلمين، خدعة اعتذار مجلة «النيوزويك» الامريكية، من أنها لم تكن دقيقة في نشرها لأخبار تدنيس المصحف الشريف، من قبل السجانين في معتقل غوانتانامو؟! وهل عرف عن هذه المجلة العريقة دولياً، تعاطيها للأخبار الملفقة أو غير الدقيقة من قبل؟! وهل يمكن أن نضع اعتذارها، في خانة حماية المصالح العليا للولايات المتحدةالأمريكية على حساب سمعتها ومكانتها ومصداقيتها وريادتها الصحفية؟!!. كل هذه الأسئلة المشروعة نستطيع أن نوجهها للمؤسسات الأمريكية، ونستطيع أن نقول أيضاً، بأن الدخول في سراديب الخدع التي ألفناها منها لن ينجح هذه المرة، وإذا حدث ونجح مع مئة أو ألف أو مليون، فإنه حتماً لن يكتب له النجاح مع مليار ومئتي مليون مسلم. المفكر الأمريكي الأشهر صموئيل هنتنغتون، صاحب كتاب «صراع الحضارات»، يقول ما معناه، في كتابه الجديد «من نحن»، بأن العداء للإسلام هو القاعدة التي يجب أن ترتكز عليها الوحدة الوطنية الأمريكية. وكان قد قال في كتابه «صراع الحضارات»، بأن الصراع العالمي القادم سيكون بين الحضارة الغربية من ناحية وحضارات الشرق، وعلى رأسها الإسلام من ناحية أخرى. وإذا نحن تابعنا معظم البرامج التلفزيونية الوثائقية الغربية التي ترصد الصراعات الحضارية، وآخرها برنامج «سلطان الخوف» على قناة الجزيرة، فسنجد أن ما يطرحه هنتنغتون وغيره من المفكرين او الاعلاميين الرسميين، هو ذاته الذي يطرح في البرامج، مما يجعلنا نشكك في اعتذار «النيوزيوك»، وأن ما طرحته قبل الاعتذار هو ما جرى فعلا، كخطوة أولى من خطوات المواجهة الفكرية، بعد انتهاء المواجهة العسكرية. وكما بدأت بالاسئلة، سأنتهي بالأسئلة: - هل تحفر الولاياتالمتحدة قبرها بيديها؟!! هل سكوتها أو تلاعبها بحادثة تدنيس القرآن الكريم، هو ما سيفتح نار جهنم الحقيقية عليها؟!!.