كلما مررت بكلمات مجنحة في قصيدة شعر أو نثر ، وآنست خفق تحليقها ، حمدت الله الذي أودع وجدان الإنسان هذا الدفء .. فجعله يرق ويحنو .. ويعطف ويتلطّف .! وكما قلت لكم " الكلام كثير .. لكن ما يتناغم في مسامعنا ، ويعلق برؤوسنا ، ويحرك وجداننا ، وينبض في قلوبنا ، ويحلق بجوانحنا ، هو ذلك الذي يتشكل من حروف لينة عطوفة .. تتكون من إيقاعها ، ونقاط صدقها ، وعلامات تعجبها كائنات حية ومبهرة " . **** وأقول لقارئنا (الخريف المنتظر) : طاوعني (يا صاحبي)، وكل الناس هنا أصحابي ، بربيعهم .. و خريفهم .. و صيفهم .. و شتائهم ، بمن فيهم أنت (أيها الخريف المنتظر) .! ومهما اختلفنا معك فلن نحذفك ، طبعاً ، من (فصولنا الأربعة) .. ولا نظنك ستلغي وجدان كتّاب وقراء هذه الصحيفة ، إلا إذا أردت أن تحذف ملايين الكتب و(دواوين الشعر) وتراث الإنسانية من الألف إلى الياء .! لولا إحساسنا بما حولنا ، ومن حولنا يا سيدي ، ما كان لتوالي الفصول بأشجارها وأطيارها وأنهارها معنى .. ولولا عيوننا ما كان لألوانها وأشكالها تنوع واختلاف .. ولولا سواد (عيون الليل) ما انتثرت هذه النجمات .. فاهتدى بها الحيارى في دروب الحياة .. فوق كل أرض .. وتحت كل سماء .! **** سطر من دفتر (البدر) : " نامت عيونكو صحّى الليل مظنونك أغاني قصّت جناح الثواني غيبتكو صارت الساعة أماني ..... نام القمر في وسادتك ليتك تغير عادتك " .!