تظل ذكرى رحيل الأديب المربي الأستاذ: محمد موسم المفرجي - رحمه الله - ماثلة وحية في قلوب ورؤى أصدقائه وقرائه ومحبيه ..فما يزال (الملحق الأدبي) المتميز الصادر عن هذه الجريدة في السنوات الماضية واشرافه عليه حتى وفاته..صورة حية للأدب الأصيل والمشاركات المثمرة والوقوف أمام التيارات المغرضة التي حاولت تشويه صورته وأصالته وخاصة تيار الحداثة ودعاته والذي ما لبث أن توارى عن الأنظار بفضل الله ثم بفضل الغيورين على لغة الضاد وحماتها (ولأن الزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). | لقد جند (المفرجي) رحمه الله جهده وتضافر معه العديد من الأدباء والكتاب الأصلاء في طليعتهم الأستاذ: محمد عبدالله مليباري - رحمه الله - في تفتيت مزاعم دعاة الحداثة ومن يسير في ركابها من خلال بحوث متتابعة عنوانها ( ويحدثونك عن الحداثة) لعلها صدرت أخيراً في كتاب وقد كان لها الدور البارز في صد تلك الهجمة المفتعلة بحجج دامغة وآراء ثاقبة لا تقبل الجدل أو الانكار. | اننا ونحن نعيش ذكرى هذا الكاتب الغيور على تراثه ولغته: نستلهم المعطيات الخيرة التي قدمها من خلال المسيرة الأدبية الموفقة المتمثلة في (الملحق الأدبي) لهذه الجريدة في تلك الفترة والذي كان له صولات وجولات وتواجد على الساحة الأدبية بصوت مسموع ينبض بالغيرة والحمية على تراث الآباء والأجداد قديما وحديثا.. وكان لسان حال الأدب الأصيل والإرث الخالد لهذه البلاد.. اضافة إلى اسهاماته في مجال التأليف بأعمال ابداعية ثلاثة هي: الأندلس ورماد التاريخ /وهج الحروف /رفيف الوجد. | ومن استراحاته الوجدانية والابداعية التي تضمنها كتابه رفيف الوجد أختم هذه اللفتة الأخوانيه بهذه الكلمات التي تنبض عاطفة ووجدانا وتلتحف في مؤداهابالرمزية البريئة الراقية: يا ساري الليل؟! | أحمل في داخلي ..رحيلاً وسرب فراشات وألوان طيف..تحملني إلى أشهى الكلمات .. في حومة اليأس ..حين تسافر بنا الأوهام إلى أفق مسدود..! | أرتشف بقايا الأمل ..واكتبها على وجه الماء وعلى موجة الريح..وعلى صهوة الخيال المجنح وعلى مرافىء الأشواق في أبيات عاتكه الخزرجي حين تخفق جنبات النفس!. فدينا لو بهذا القلب يُفدى وأهدينا لو أن الروح تُهدى وارخصنا ا لنفيس وكل غال وأدينا الصبابة ما يُؤدي رضينا بالقليل ولم نُعلل به فالصبر بعد اليأس أجدى وخفت بيننا الأشواق رسلاً وطارت بيننا الأشجان بُرداً وأدت عن جوانحنا التحايا كانفاس الربى روحاً وبردا أتذكر إذ قطعت عليك عهداً؟ وكم قطعت بعد البين عهداً سنرعاكم على رغم الليالي ونحفظ عهدكم قرباً وبعداً ولن نرضى بكم أبداً بديلاً وكيف ..ولم نجد شبهاً ونداً - رحم الله - المفرجي وجزاه بما قدم وعمل وانجز في خدمة أمته ووطنه في مجالي التعليم والأدب والصحافة خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته.