قرأت .. عن تحرك وزارة التجارة والصناعة السريع ومبادرتها باستدعاء مصانع المياه التي رفعت الأسعار واستمعت إلى أقوالهم وحججهم، واعتبرتها بالنهاية بأنها غير كافية ولا تستدعي الزيادة. وكانت بعض المصانع المعبأة قررت رفع الأسعار بواقع ريال واحد للجالون بسعة 25 لترا، بل بدأت بعضها برفعت الخصومات السابقة التي كانت تقدمها لصناديق زجاجات المياه الصغيرة، وهو ما اعتبرته الشركات توزيعا عادلا للأرباح بينها وبين منافذ البيع على أن لا تطال آثارها للمستهلكين. التجاوب السريع الذي قامت به "التجارة" وتفاعلها بعد ما نشرته "الرياض الاقتصادي" يعد أمراً محموداً لم يكن موجوداً في سابق السنوات، وانضمام المياه المعبأة إلى قائمة السلع التي شهدت ارتفاعاً في الأسعار سيصيب المواطنين المستهلكين بصدمة قوية لارتباط هذه السلعة بالحياة اليومية من جهة، وارتباطها باحتياجات حياتية كثيرة مما يعني ارتفاع أسعار سلع أخرى تلقائياً وبالتالي مضاعفة المعاناة لدى الأسر محدودة الدخل. تبريرات المصانع برفع أسعارها ليس مقنعاً نهائياً حيث ادعت بأنها لا تجني من الأرباح سوى هللات معدودة في هذه السلعة، وتؤكد بأن رفع أسعارها لن يطال المستهلك النهائي وهذا غير منطقي على الإطلاق، وحملة المقاطعة الشعبية صعبة وخطيرة على المستهلكين لإجبار المصانع للعدول عن رغبتهم. من هنا.. على وزارة التجارة الالتفات أكثر نحو سلع أخرى كالحليب مثلا والمواد الغذائية وقتل رفع الأسعار في مهدها والتجاوب السريع عما تنشره الصحافة أو مما تتلقاه من شكاوى فالمستهلك لم يعد محتملا المزيد من الارتفاعات التي طالت جميع احتياجاته اليومية. سمعت .. عن أن اللجنة المشكلة من وزارة التجارة والصناعة، وهيئة الغذاء والدواء، والهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس، لتقصي أوضاع المياه المعبأة في المملكة وخضوعها لرقابة صارمة من قبل الجهات المعنية لضمان سلامتها والتأكد من مطابقتها للمواصفات والمقاييس الوطنية والعالمية تلافياً لحدوث إصابات ببعض الأمراض مثل السرطان، قد أثمرت نتائجها وبدأت بالفعل ومنذ تشكيلها بسحب وتحليل عينات من مصانع المياه المعبأة في المملكة، لمعرفة سلامتها للمستهلك، فهده الرقابة ستبدد بعض المخاوف لدى المواطنين من شرب تلك المياه وخصوصاً مع التحذيرات التي يطلقها الخبراء من الضرر البالغ الذي قد تسببه المياه المعبأة على صحة الإنسان جراء عدم التقيد بالمواصفات الدولية. رأيت .. إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين والمقيمين على شراء ماء زمزم الذي أخذت تجارته رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة من خلال توفر عبوات مخصصة وبأحجام مختلفة تباع على جنبات الطرق.. وهذا ما يتطلب التيقظ من الجميع مسئولين ومواطنين لمعرفة طرق تعبئة ونقل وتخزين هذه العبوات حتى تصل المستهلك حيث ثبت أن درجة الحرارة تؤثر بشكل كبير على خواص ومواصفات المياه المعبأة سواء كانت زمزم أو غيرها، والأمر الأهم من ذلك عدم معرفة مصدر تلك المياه مع علمنا أن هناك أوامر سامية كريمة قد صدرت بمنع تعبئة ماء زمزم في عبوات خاصة واستغلالها بالبيع داخل وخارج المملكة.