في «لقاء» يوم أمس الأول.. الأربعاء.. أوضحت الفروق الكبيرة بين مضمون ونوعية استمرارية يومنا الوطني إذا ما قُورن بأوضاع عالمنا العربي.. وكيف أن هذا العالم المتورط بكثير من التناقضات وأن كل تغيير يخدم شخص قيادة أو انتماء حزب قيادة لا يلبث أن يلغيه تغيير آخر يتكرر فيه نفس الرفض لما سبق والمبالغة في إيجابيات ما استجد.. لا أريد أن أثير أي حساسيات ولا أوجه هذا الإيضاح إلا للمواطن السعودي الذي يعيش مهمة الإعجاز القيادي التي بذلها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أولا.. ليس فقط قيادياً.. ولكن أول مؤسس لوجود دولة ومعها وحدة مجتمع وكيف كانت مهمته بالغة الصعوبة.. على سبيل المثال إذا قارنا ما عاشه الجيل السابق قبلنا من بدائية تشتت وبساطة إمكانيات والعزلة المتنوعة بين انفرادية القرية أو مآسي نتائج صراعات القبيلة.. آنذاك نعرف أن عواصم عربية كانت متفتحة الصلات والمفاهيم مع ما هو خارج حدودها وبالذات الجانب الأوروبي. وكيف كانت هناك فنون وثقافات فيما كان الملك عبدالعزيز يعطي للجزيرة العربية أهمية حضورها العربي ثم الدولي وهو ما كان مفقوداً لأكثر من ألف ومئتي عام.. هنا خصوصية الملك عبدالعزيز بكفاءة ما فعل.. وأيضاً بصعوبة إنجاح ما فعل في التشتت الصحراوي وبدائية إمكانياته ليحوله إلى دولة مرموقة.. هذا مفهوم.. نأتي إلى دور المجتمع في تفهم هذه الإيجابية ونوعيات انفرادياتها وكسبها للسلام الاجتماعي متناسقاً مع تطور قدرات المعيشة.. من قمة البداية وإنجازات منطلقات التحديث وحتى الوصول إلى مرحلة بناء المستقبل وليس الحاضر التي أنجز فيها الملك عبدالله بن عبدالعزيز ما يعتبر فتح آفاق ليست بالسهلة.. اقتصاداً وتقنية وعلوماً وعضوية حضور دولي وأهم من كل ذلك سلامة المجتمع من خلل محاولات التدخل وعدم الاستجابة لتزييف مظاهر الصراعات على أنها صدق مواطنة كما في عالمنا العربي.. صدق بكل كثافة جهد دولة الملك عبدالله تعاملاً مع المستقبل وليس الحاضر فقط ليس موجوداً إطلاقاً في أي مجتمع عربي معاصر.. كلنا ندرك ذلك.. لكن ما نريده كنشر مفاهيم واعية بما نحن عليه من انفرادات وما نحن قادمون إليه من حقائق تميز في مجالات كثيرة صعبة هو ألا يتوقف الاحتفاء باليوم الوطني عند مناسبة بدايته التاريخية لكن يجب أن يتعدد الوعي بأهميات هذا الاحتفاء في كثير مما يصح أن نسميه بالثقافة المحلية.. يجب أن نجده ذا حضور خاص في بعض أعمالنا الفنية.. في الرصد الثقافي لكيف كان الناس في عصر البدايات كيف كان الشعر النبطي الجزل حتى ولو لم يكن سياسياً واحة تصوير دقيق لنوعيات الحياة الاجتماعية.. الفنون والثقافة هما قنوات الاتصال العقلي والعاطفي بين أي مواطن وجزالة انتمائه الوطني..