لا خلاف على ضرورة إيقاع أشد العقوبات بصفتها وسيلة رادعة للمخالفين، كلنا نريدها إن وجهت بعدل إلى جميع الأندية على حد سواء، الانتقائية مشكلة، وعدم الاستناد على دليل واضح مشكلة أيضاً، على سبيل المثال فإن لاعب الهلال (إيمانا) طرد في ثاني لقاء لعبه مع فريقه، وزاد عليه نرفزة بلا مبرر قام بها بعد الطرد، إلى هنا والقضية مقبولة فيما لو عوقب، أما ما لا يقبل فهو استهدافه من جهات معروفة، ليس لأنه أخطأ، بل لأنه لاعب هلالي من الضرورة إعلان الحرب عليه منذ البداية ليفشل، وبالتالي يفشل الهلال، هي صورة لما حدث مع ياسر القحطاني، ورادوي حتى ابتعدا، وبما أن العملية نجحت فلماذ لا تكرر؟! عدم الإنصاف هو الذي أقام الدنيا على وشمٍ على ذراع رادوي، وغُض الطرف عن لاعب النصر الكولومبي (بينو) الذي بدا جسده كلوحة فنية من الوشوم الدينية بما هو أعظم من الصليب، وكأن من رسمها قسيس على يد مبشّر، كانت واضحة، وكان على من جلس معه على مائدة المفاوضات أن يتوقف بعد أن رأى ما رأى، إلا إن كان المفاوض أعمى، أو فاوضه من وراء حجاب! مرحباً بالنقد والاعتراض إن كان الهدف حجب ثقافة منحرفة عن عقول النشء، هي تربية فحسب، أما الواقع فيؤكد أنه لم يعد بالإمكان السيطرة على ما يطرح في ظل الانفتاح الإعلامي، إن كان الأمر كذلك فإننا نريد أن نسمع الاستنكار الذي وجه إلى لاعب هلالي يوجه إلى لاعب نصراوي من نفس الأفواه ذاتها، حينئذ يمكن التصديق بأن الهدف هو نقد الفعل، لا الشخص. لقد بدأت الحرب بالصورة المزعومة، ولن تنتهي عند ذلك الحد، كانت عبارة عن ادعاءات كاذبة بأن التحكيم هو الذي يرفع الهلال، لكن بعد ظهور محللي القرارات التحكيمية، وثبوت تضرر الهلال أكثر من غيره انتقلت الحرب إلى المدرجات، وإلى إعلام انفتح بتوسع، وغابت عنه الرقابة، وساعدته قرارات هشة لم توقف نزيف الكذب والادعاء. أليس بالإمكان صناعة مسابقات محلية تغطيها المنافسة الشريفة؟ بلى، وهذا سيحدث إن تم القضاء على الكذابين والنمامين وصانعي الإشاعات، والمروجين لها، ولو أنصف كل فرد نفسه، وانشغل كل واحد بعيوبه عن عيوب الآخرين، وببناء النفس بدل هدم المنافس، سيحدث هذا إن أعدنا بناء مدينة أفلاطون الفاضلة!! بقايا... ** حاولت تفسير الهزيمة القاسية التي تعرض لها الرائد من الفيصلي بأربعة أهداف فوجدت أنه غرور لاعبين امتزج بخطة تدريبية ضعيفة من مدرب ترك له الحبل على الغارب! ** وجود لاعبين عالميين لا يعني قوة فريق، وحينما يلعب الهلال فإن الروح هي التي تلعب، لا الأسماء الرنانة! ** سيجد الهلال نفسه في موقف حرج أمام التعاون غداً الخميس في بريدة إن لم يعط الفريق المقابل حقه، وقد يخسر كما خسر أمام الشباب. ** الإعلام مرآة الواقع، وإن حصل فيه تزييف ضلل المسؤول، وظلم جزءا من المجتمع. ** أظن أن لائحة العقوبات التي أصدرها اتحاد كرة القدم بشكلها الجديد شاملة ستضبط التصرفات، وسيعلم كل من يخالف أي مصير ينتظره.