في إطار الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني، تعرض قناة "العربية" في تمام الحادية عشرة من مساء اليوم فيلماً وثائقياً تم إنتاجه عن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، رحمه الله، والذي تمكن من توحيد المملكة في 23 سبتمبر 1932م. ويقدم الفيلم ولأول مرة كيفية إدارة الملك عبدالعزيز لعلاقات بلاده مع الدول العظمى في تلك السنوات المضطربة، موضحاً عدم تمكّنه من إقناع أكبر القوى آنذاك، بريطانيا، الاعتراف بدولته وكذلك التنقيب عن النفط، ليرسل بعد ذلك ابنه فيصل للغاية ذاتها، ويقابل عرضه كذلك بالرفض. وكيف قام الملك لاحقاً باستضافة رجل أعمال أمريكي، حين كانت الولاياتالمتحدة دولة شبه مجهولة في المنطقة، فقام بحثّه على التنقيب عن النفط في نجد والإحساء. ورغم أن الأميركيين جاءوا في البداية بآمال كبيرة غير أن إخفاقاتهم في التنقيب جعلتم يهمّون بالرحيل قبل تفجّر النفط في اللحظة الأخيرة. ورغم سعادة الملك بذلك إلا انه واجه خيبات أمل كبيرة إذ اندلعت الحرب العالمية الثانية، وقُصفت دولته، وضَربت أراضيه موجة من الجفاف، فسرت المجاعة في بعض المناطق، وتناقصت مداخيل الدولة. ليمرّ بعد ذلك حوالي خمسة عشر عاماً، من دون تحقيق أي فائدة من النفظ المُكتشف. ويمثل الفيلم في مجمله رصداً لإنجازات الملك عبد العزيز السياسية والدولية خلال تلك الفترة التي كانت غنية بالأحداث وشهدت صراعاً عنيفاً بين القوى العظمى ممثلة في كل من بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي. كما يوضح جهوده في إقناع بريطانيا بالاعتراف بدولته، في الوقت الذي كان الإتحاد السوفييتي أول دولة تعترف بها. وبموازاة ذلك، يشكل هذا الفيلم أحد أهم المصادر التي ستمكن المشاهدين من التعرف عن قرب على شخصية الملك عبد العزيز آل سعود كقائد، وإنسان. الجدير بالذكر أن الشركة المنتجة للفيلم هي شركة او آر ميديا (مدارات)، بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. كما جرى تنفيذ تصوير لقطات خاصة بالفيلم لأكثر من240 ساعة في كل من المملكة العربية السعودية وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد عمل في الفيلم أكثر من 175 مختصاً في صناعة الأفلام الوثائقية واستُخدمت فيه أعلى تقنيات الإنتاج التلفزيوني.
