يعجبني في رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي قدرته في غير موقف على فرض سياسة الأمر الواقع، بدءاً من قفزه أول مرة للصفوف الأمامية ليكون واحداً من أهم شرفيي النادي، حينما ترأس اللجنة الرباعية في رئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن، ثم حين تولى منصب نائب الرئيس خلفاً للأمير الوليد بن بدر، ثم قدرته بعد ذلك على فرض نفسه رئيساً بالتكليف، قبل أن يفوز بتزكية النصراويين رئيساً لأربع سنوات بعد ذلك، ويعجبني في رئيس النصر أكثر قدرته على مواجهة أعتى المواقف وأشدها، حتى وناديه يعيش في أسوأ الظروف، ولا أحتاج بأن أذكر بمواجهته للأمير ممدوح بن عبدالرحمن في قضية "ماسا"، ثم تصديه للحملة التي قادها بعض الشرفيين، والتي فجرّ بسببها عمران العمران قنابله في العام الماضي، وكذلك قدرته على التصدي للنيران التي فتحها عليه ماجد عبدالله، وكذلك نجاحه في تبريد سخونة قضية سعد الحارثي. ما يؤكد نجاحاته في فرض سياسة الأمر الواقع قدرته مؤخراً على الانعطاف بأزمة هيئة أعضاء الشرف والتي كادت أن تنحرف عن مسارها خصوصاً بعد الموقف المدوي الذي فجره الأمير ممدوح بن عبدالرحمن؛ حينما أعلن بعد انسحابه من الاجتماع الشرفي الذي عقد في أغسطس الماضي بأن النادي مختطف ومحتل، وها هو الأمير ممدوح يعود بعد أقل من شهر وكأن شيئاً لم يكن!. أعلم -جيداً- أن الأمير فيصل بن تركي لم ينجح في إطفاء نيران الأزمة الشرفية، ولا أرى ذلك؛ ومن يعتقد أنه فعل ذلك عطفاً على الأخبار الرسمية التي خرجت عن الاجتماع، أو التي أريد تسريبها من تحت الباب الموصد، أو بالوقوف على التصريحات المتفائلة، والمبادرات المفاجئة، بما فيها مبادرة الأمير ممدوح، فإنه بذلك يثبت بأنه لا يعرف النصر ولا النصراويين. الاجتماع الشرفي الأخير لم يطفئ النيران لكنه أبقاها تحت الرماد، وهو عمل ناجح. من جهة أن الأمير فيصل بن تركي إن لم ينجح في استمالة بعض الشرفيين إلى جانبه، فيكفيه أنه أوقف معارضتهم له حتى حين، وهو بذلك كمن نجح في أكل العنب دون أن يقتل الناطور. في حالة واحدة ستكون نيران الأزمة الشرفية في النصر توشك على الإخماد، وهي أن ينجح الأمير طلال بن بدر في مبادرته بإعادة الشرفيين الداعمين والمبتعدين احتجاجاً على طريقة تسيير الأمور في النادي، فإن فعل ذلك فإنه سيكون قد مهد الطريق تماماً للأمير فيصل بن تركي، الذي سيؤكد من خلال ذلك قدرته -فعلاً- على فرض سياسة الأمر الواقع إن بطريقة أو بأخرى. شخصياً وإن كنت لا أستبعد نجاح الأمير طلال بن بدر في مهمته لكنني أستبعد في كل الأحوال أن تنطفئ النيران النصراوية تماماً، والسبب أن ثمة من لا يريد لها ذلك، حتى وإن قدم ما يدل على عكس رغبته، لأن في النصر سواء ممن يمسكون بزمام الأمور اليوم، أو ممن أمسكوا بها سابقاً من يعتقدون أن النادي جزء من أملاكهم، ولذلك فهم يتعاطون معه من مبدأ نحن أو لا أحد!.