على الرغم من مرور العديد من اللاعبين الأجانب على الدوري السعودي طوال تاريخه، إلا أن القليل منه من تركوا بصماتهم واضحة، ومنهم لاعب الهلال السابق الروماني ميريل رادوي الذي لم يكتف بطبع بصمته بل قام بحفرها حتى لا تكاد تمحوها السنين. رادوي الذي ودع الدوري السعودي بنهاية الموسم المنصرم أبى إلا أن يودع الجماهير الهلالية التي عشقها وعشقته بطريقة خاصة جداً، وذلك بفوزه بلقب أفضل لاعب أجنبي في الموسم الماضي في استفتاء (الرياض) الكبير؛ وكأنه بذلك أراد أن يضاعف حزن الجماهير (الزرقاء) على رحيله. فوز رادوي باللقب له أبعاد كثيرة، فهو بذلك قد رد على منتقديه من مناوئي نادي الهلال الذين تربصوا به بطريقة تبتعد كثيراً عن التنافس الرياضي، رغم نجاحهم في تطفيشه، بالإضافة إلى أنه أعطى درساً في أن النجومية ليست قاصرة على الهدافين أو صانعي الأهداف، كما يتوهم البعض، فهاهو لاعب المحور الدفاعي يتفوق في تألقه على أبرز اللاعبين الأجانب بمن فيهم النجمان الكبيران السويدي ويلهامسون، والبرازيلي فيكتور سيموس. وإذا كان رادوي قد ودع الملاعب السعودية، إلا أن ما قدمه خلال الموسمين اللذين قضاهما مع الهلال أكبر من أن ينسى، ولذلك ستبقى ذكراه محفورة في أذهان الهلاليين مثله في ذلك مثل البرازيلي الشهير ريفالينو الذي لازال الهلاليون يحكون قصصه التي مضى عليها أكثر من ثلاثة عقود وكأنها حدثت بالأمس. رادوي