تتخذ الحماية سبلاُ متعددة وتتنوع وفق الشيء المراد حمايتة ،ومن هذه الاشياء ماتكون حمايتة امراً سهلاً لتوافر القياسات التي تحدد مقدار الحاجة للحماية ، بيد ان المسألة حينما تتعلق بالفكر فان الوضع يبدو حساساً وبحاجة الى مهارة في تأمين الحماية حيث ان العقول لاتخضع للسيطرة بقدر مايسوقها الاقناع الى الطريق الصحيح ، حتمية التداخل وقوة الاتصال وتشابك الثقافات ان جاز التعبيرلاتستوجب التوجس بقدر ماينبغي ان تكون الرؤية الإيجابية منطلقاً للاستفاده من الزحف التقني لبناء الانسان ودور القيم لأخلاقية في الإرتقاء بفكره وسلوكه عبر الاستفاده من مستوى الانسجام مع التقنية وتطويعها للمصلحة وبالتالي فان التناغم مع الايجابيات التي تمتلىء بها الشبكة يتطلب حرفية تفرض قوة المبدأ على العقل بأساليب حديثة تجاري الواقع وتنسجم مع المعطيات السائدة ، بمعنى ان اسلوب الصح لايمكن فرضه بمعزل عن التوضيح ولماذا ! هذا صحيح ؟ موضوعية التبرير تفرض الانسجام فكراً وسلوكاُ وسلامة الطرح تعزز قوة التوجه حينما تغذيه وفرة الاقناع لتملأ الجزء الفارغ في هذه المعادلة وتنال ثقة المتلقي وتمنحه جانب الثقة في ذات الوقت لتكون الدافع الرئيس في اطار ادبيات الحوار وحفظ الاعتبار، ان إتاحة هامش مقدر من الحرية مع ضرورة الاشراف بمستوى عالٍ من الحد الذي يتيح نقل الخبرة المعرفية هو السبيل لتأسيس الرؤية الإيجابية التي يتطلع اليها الجميع، فلم تعد المقاييس تتناسب مع الحجر واغفال مقومات بناء الشخصية السوية والقوية ، الفكر في الإنسان مركز الطاقة فإذا تمت الاستهانة بقيمته وتأثيره سواء كان ذلك بالتعطيل او التضليل فإن هذا بلاريب سيولد انفصاماُ مزجعاً بين ما يتوجب فعله و تصديقه والاقتناع به في الجانب الآخر، اذ ينبغي في هذه الحالة التعامل بقدر كبير من الموضوعية إزاء التشويش والارتباك الذي ينتج او بالأحرى يفرزه ضعف تمرير! الوسائل في مواجهة قوة التأثير والتفاف الشكل على المضمون. ولعل من أبرز الأسباب المهيئة لعدم تمرير التأثير بشكل سلس هو نظام الاحتواء المفتقر للشفافية والمرونه، الانجذاب والانبهار استيعاب طبيعي وقد يستغل كتعبيرعن الاستقلال فالشاب بطبيعة تكوينه ينزع إلى التحرر من القيود بالإتجاه احيانا إلى المخالفة ليس قناعة بها، بقدر ما يكون شعوراً بإثبات الشخصية من جهة وأنه قادر على اختراق الحواجز إن صح التعبير من جهة أخرى، غير أنه في قرارة نفسه ليس راضياً عن تلك المخالفة أي أن في داخله بذرة طيبة تكره الخطأ وتحتاج إلى العناية والتنمية في مواجهة سطوة الرغبة والمحفزات المختلفة ، وحينما يحرص الإنسان على زرع نبتة معينة فإنه يحرص عليها أشد الحرص، فإن سقاها فوق ما تحتاج فإنه سيهلكها، فضلاً عن ملاحظته لها وحمايتها من الهواء والأمطار وخلافها، لذا فإن العناية بالبذرة التي نمت أغصانها في بيئة صالحة يبيت أكثر إلحاحاً، فيما يسهم التضييق وتكرار النصح واللوم إلى النفور والابتعاد في حين أن مبدأ الثقة بمحتوى مخزون الفرد الفكري ضخ الإدراك الحسي الذي ينم عن أصالة متجذرة تنحو إلى الفضيلة اذ لم تكن الذائقة لمرارة المخالفة عديمة الجدوى بقدر ماساهم التأسيس لهذا الشعور قبول العقل الباطن المستجيب لأطر الخير والمؤثر طريق السلامة ، خلاصة القول إن التوازن في الطرح سيشحذ الهمم ويمنح الأدوار بمقاييس منصفه لتنسج الثقة بالنفس خيوطاً جميلة وتبرز الوجه المضيء لتربية مضيئة تتناقلها الأجيال تلو الأجيال، إبراء للذمة وأداءً للأمانة على أكمل وجه.