قال موسى ابراهيم المتحدث باسم الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي إن القذافي لايزال في ليبيا وروحه المعنوية جيدة ووراءه جيش قوي. ومكان القذافي غير معروف منذ عدة اشهر وفرت معظم بطانته او اختبأت بعد أن سيطرت قوات يدعمها المجلس الوطني الانتقالي الليبي على طرابلس في 23 اغسطس- آب واستولت على الحكم. وقال ابراهيم لرويترز عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية إن "الزعيم" بصحة جيدة وروحه المعنوية عالية مؤكدا أنه في ليبيا. وأضاف ان القتال ابعد عن الانتهاء مما يتصوره العالم مشيرا الى ان معسكر القذافي لايزال قويا جدا وجيشه لايزال قويا ولديه آلاف مؤلفة من المتطوعين. وقال إن القذافي يسيطر على اجزاء كبيرة من ليبيا على الساحل الشمالي وفي المناطق الغربية من البلاد كما يسيطر على الجنوب بكامله. وتابع انه يجمع قواته وسيحرر كل مدينة ليبية حتى لو قاتل من شارع الى شارع ومن منزل الى منزل لسنوات قادمة. ورفض ابراهيم الإفصاح عن مكان تواجده شخصيا. وقال قائد ميداني كبير في المجلس الوطني الانتقالي إن ابراهيم شوهد في بلدة بني وليد الموالية للقذافي الثلاثاء بصحبة سيف الإسلام ابن القذافي الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي امرا باعتقاله مثل والده. من جانبه اقر الحلف الاطلسي انه يجهل مكان تواجد العقيد معمر القذافي حاليا فيما بات ابنه الساعدي القذافي "تحت الحراسة" في نيامي عاصمة النيجر. فالقذافي ما زال فارا نتيجة سقوط مقره العام في طرابلس في 23 اب/اغسطس بعد ان حكم البلاد من دون منازع طوال 41 عاما، لكنه ما زال متحديا. فقد دعا انصاره الى المقاومة "حتى النصر" في رسالة بثتها الاثنين محطة تلفزيون تعمل من سوريا. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل "لا يمكننا ان ننسى ان معمر القذافي ما زال على قيد الحياة وما زال يملك المال والذهب لافساد الناس". وأقر المتحدث باسم عملية "الحامي الموحد" التي يقودها الحلف الاطلسي انه لا يملك ملعومات حول مصير القذافي الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية و"مذكرة حمراء" اصدرها الانتربول. وصرح الكولونيل رولان لافوا في لقاء صحافي اسبوعي حول الوضع في ليبيا "صراحة لا نعلم ان كان غادر البلاد". واضاف ان القذافي "لم يظهر علنا في البلاد منذ فترة طويلة ولا نملك معلومات اكيدة حول مكان وجوده حاليا". وتابع "ان المنطقة التي تنشط فيها (قوات القذافي) تتقلص وتتعرض للمزيد من التضييق". وبعد تفويض الاممالمتحدة للحلف الاطلسي بحماية المدنيين من القمع لطالما اكد الحلف ان القذافي ليس هدفا له. لكن عددا من سياسيي دول الحلف اقروا بانه يساهم في تقفي اثر الزعيم المخلوع. كما يتعذر تحديد مكان سيف الاسلام نجل القذافي فيما تشرذمت عائلة الزعيم الليبي السابق. من ابنائه الاخرين، لجأ هنيبال ومحمد الى الجزائر مع شقيقتهما عائشة وزوجة القذافي صفية، فيما اشيع عن مقتل سيف العرب وخميس. وافاد مصدر حكومي في النيجر ان الساعدي القذافي دخل من شمال البلاد الاحد ووصل مساء الثلاثاء الى نيامي حيث سيكون "تحت حراسة" قوى الامن النيجرية. وكان الساعدي القذافي (38 عاما) القائد السابق للمنتخب الوطني في كرة القدم جرب حظه في البطولة الايطالية للعبة قبل ان يقود وحدة نخبة في الجيش الليبي. واستقل الساعدي طائرة سي-130 تعود للجيش النيجري من اغاديز (شمال) حيث انتشرت قوات امنية كثيفة بحسب مصادر محلية. وفي اثناء مكوثه القصير في اغاديز استضافه حاكم المدينة في منزله بحسب احد المصادر. وتحدثت الولاياتالمتحدة عن وضعه في ما يشبه الاقامة الجبرية في "مسكن رسمي تابع للدولة" لكن نيامي رفضت الحديث عن "احتجاز" وفضلت عبارة "تحت الحراسة" لاقارب القذافي ال32 الموجودين حاليا على اراضيها لاسباب "انسانية". واعترفت النيجر بسلطة المجلس الوطني الانتقالي ووعدت باحترام التزاماتها حيال القانون الدولي ان كان بين هؤلاء مطلوبون. ميدانيا ما زالت الحملات الواسعة النطاق التي يجري الحديث عنها على معاقل القذافي في بني وليد وسرت وسبها لم تحدث، حيث اثبتت هذه المناطق قدرتها على المقاومة والهجمات المرتدة. ففي بني وليد يتردد قادة الثوار في ارسال مقاتليهم الى الواحة الواسعة التي تضم 52 قرية و100 الف نسمة، اغلبهم مسلحون. كما تبدو معركة السيطرة على سرت غير قريبة، حيث يتجمع مقاتلو الثوار على الطريق الساحلية الشرقيةوالغربية على بعد عشرات الكيلومترات من هدفهم. وواصلت طائرات الحلف الاطلسي غاراتها الثلاثاء، لا سيما في محيط سرت وودان في واحة جفرا، بحسب البيان اليومي للحلف. سياسيا وصل مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان الى ليبيا حيث التقى رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل على ما اعلن مسؤول في السلطات الليبية الجديدة. وفيلتمان هو اكبر مسؤول اميركي يزور طرابلس منذ سيطرة الثوار على طرابلس. الذي قال إن واشنطن متفائلة بزيادة سيطرة الحكومة المؤقتة في ليبيا على قوات الأمن وإنها ستفتح سفارتها بالعاصمة طرابلس في أسرع وقت ممكن. وأضاف فيلتمان ان بلاده ملتزمة بمواصلة العمليات العسكرية مع حلف شمال الأطلسي مادام الأمر يتطلب ذلك لحماية المدنيين الليبيين.