سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أداة جيدة لإكساب البعد المعرفي في الشراكة الاستراتيجية السعودية الفرنسية مزيداً من العمق والثراء والتنوع وزير التعليم العالي يدشن اليوم مقر الملحقية الثقافية السعودية الجديد في باريس
يدشن مساء اليوم الأربعاء معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري المقر الجديد للملحقية الثقافية السعودية في فرنسا بحضور سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الفرنسية الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ . وقد دعي لحفل افتتاح مقر الملحقية الجديد الواقع في دائرة باريس الثامنة غير بعيد عن مبنى السفارة السعودية حشد كبير من رؤساء الجامعات والمعاهد الفرنسية العليا وبخاصة تلك التي قامت بينها وبين المؤسسات العلمية والجامعية السعودية علاقات ثقافية. كما وجهت الملحقية الدعوة للمبتعثين السعوديين الدارسين في فرنسا كي يشاركوا في حفل افتتاح مقرها الجديد. وتعد هذه التظاهرة حدثا مفصليا في تعاطي المملكة مع مبتعثيها وفي الإسهام عبر العلم والمعرفة في تعزيز العملية التنموية الشاملة من قبل الثروات البشرية الوطنية. وتعزى أهمية هذا الحدث لعدة اعتبارات وعوامل منها أساسا عاملان اثنان هما .: أولا : أن فرنسا أصبحت تستقطب في السنوات الأخيرة أعدادا متزايدة من الطلبة السعوديين في مختلف التخصصات العلمية منها الطب والقانون والعلوم الإنسانية وعلوم الهندسة والتسويق وإدارة الأعمال والإعلام والصحافة وعلوم السياحة والاثار. ثانيا : ان تجربة الابتعاث السعودية إلى فرنسا قد نضجت وأصبحت بحق رافدا أساسيا من روافد إثراء معارف الأكاديميين والباحثين السعوديين. وزير التعليم العالي مع بعض منسوبي الملحقية توجهات خادم الحرمين الاستراتيجية وقد حرص الدكتور العنقري بنفسه على جعل الوزارة التي يشرف عليها قاطرة البعد المعرفي في الشراكة الاستراتيجية التي أرسيت بين فرنسا والمملكة في عام 1996 طبقا لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن الابتعاث الخارجي. وملخص هذه الاستراتيجية من وجهة النظر السعودية هو السماح للخبرات السعودية باكتساب مهارات جديدة متنوعة ومواكبة لتطلعات المملكة حتى تكون في القرن الواحد والعشرين منارة للعلم وطرفا فاعلا في حوار الحضارات انطلاقا من قناعة مفادها أن الجسور الحقيقية التي تبنى بين الشعوب والأمم هي تلك التي تقوم على تبادل الخبرات وتنويع مصادر الحصول على المعرفة وتوظيفها توظيفا جيدا. ويمكن القول إن تدشين مقر الملحقية الثقافية السعودية الجديد في باريس يؤسس بحق لمرحلة متطورة في العلاقات الثنائية الفرنسية السعودية في مجال التعاون العلمي والتقني والجامعي. فتوسع برامج الابتعاث من جهة وسعي المملكة من جهة أخرى إلى جعل هذا التعاون متعدد الوجوه ومميزا مع الدول الكبرى فرضا توسيع الحجم الأكاديمي والإداري والتقني في الملحقية الثقافية في فرنسا واقتناء بناية خاصة بها لاسيما وأن هذه الملحقية تعنى بالمبتعثين السعوديين في خمس دول هي فرنسا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال وسويسرا . ويأتي تدشين المقر الجديد للملحقية لتفعيل دورها كحافز لدعم الحوار الثقافي والمعرفي بين المملكة وفرنسا بشكل خاص وللتعريف بالمخزون الثقافي والحضاري السعودي والإسهام في حركة الترجمة والإصدارات بين البلدين عبر مشروع رائد صاغته وزارة التعليم العالي وعهدت في تنفيذه إلى الملحقية الثقافية السعودية في باريس . وهو يعرف باسم " مقاليد الترجمة " . بل إن هذا المشروع الذي دخل في طور الإنجاز يشكل اليوم بحق جسرا حقيقيا بين الثقافة العربية الإسلامية من جهة والثقافات الأوروبية من جهة أخرى.