احتشد الاف المتظاهرين المصريين في ميدان التحرير بالقاهرة أمس في مظاهرات للمطالبة بخارطة طريق أوضح إلى الديمقراطية ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين. وأطلق النشطاء الذين قادوا ثورة أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير اسم "جمعة تصحيح المسار" على مظاهرات . ويمكن لمظاهرات ان تعطي مؤشرا لموقف الناس من المجلس العسكري الحاكم بعد مثول مبارك للمحاكمة الشهر الماضي. وبدأ المئات يتوافدون على الميدان منذ صباح امس وحمل بعضهم لافتات تندد بالفساد وكتبت على إحداها عبارة "الشعب يريد تطهير البلاد." وقالت وزارة الداخلية إنها سحبت قوات الشرطة من الميدان لمدة 24 ساعة اعتبارا من منتصف ليل الخميس للسماح لمظاهرات يوم الجمعة أن تمر بسلام. وحطم متظاهرون مصريون أمس الجدار المحيط بالسفارة الإسرائيلية بمحافظة الجيزة مؤكدين أنهم قاموا بهدم هذا الجدار احتجاجا على مقتل المصريين على الحدود مع إسرائيل ورفضا لوجود السفارة بالأراضي المصرية. من جانبه صرح الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة الذي سارع إلى تفقد المكان أن المحافظة على استعداد لإزالة الجدار بعد هدوء الأوضاع في المنطقة المحيطة به مشيرا إلى أنه ليس جدارا جديدا ولكنه قديم تم تجديده لتلبية بعض احتياجات تأمين السفارة. وكانت السلطات المحلية بالمحافظة قد قامت ببناء الجدار خلال الأسبوع الماضي في إطار خطة لتأمين السفارة بعد تعرضها لسلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات بعد مقتل ضابط وأربعة جنود مصريين على أيدي القوات الإسرائيلية لدى اختراقها للحدود المصرية خلال الشهر الماضي. كما اختفى التيار الاسلامي من مشهد ميدان التحرير أمس ولم يظهر أي فرد منهم في بينما احتشد ممثلو القوى السياسية الاخرى وفي مقدمتها حركة 6 إبريل التي احتشد أنصارها بقوة داخل الميدان الذين رددوا هتافات تطالب بوقف المحاكمات العسكرية وإقالة وزير الداخلية اللواء منصور عيسوي. كما انطلقت مسيرة حاشدة من ميدان التحرير صوب دار القضاء العالي المصري للمطالبة بتطهير القضاء وعزل النائب العام. ورددوا الهتافات التي تنادي باستقلال القضاء وتطهيره من العناصر التي تسيئ للصورة الناصعة للقضاء المصري الشامخ.