الإصلاح وما ادراك ما الإصلاح هذه الكلمة الجميلة التي طالما وضعت بغير مكانها، كلمة رنانة ذات صدى حين نسمعها للوهلة الاولى ولكن نصاب بالدهشة والذهول حين نعلم ان هذه الكلمة استخدمت مطية وانها كلمة حق أريد بها باطل فيستعملها المفلسون كمن هندامه جميل ومرتب وأنيق ولكن رائحة العفن تفوح منه حتى يكاد يصرع من هم بالحي المجاور، نعلم ان الهدم أسهل من البناء وان النزول اسهل من الصعود فكيف سيصعد هؤلاء الدرج مرة واحدة، هل يستطيع أحد منا أن ينام مائة سنة ثم لحظة صحوته يطالب وبقوة على أن يشارك بسباق ماراثون يتطلب اعداداً وتهيئة هذا المتسابق الذي يريد أن يدخل مع المتسابقين والذين سبقوه بمئات السنين اعداداً وتدريباً وتهيئة، الا يعلم انه سوف يسقط عند مجرد تحريك قدمه لماذا يصر اذن على أن يقفز مائة قفزة دفعة واحدة وهو يعلم انه ساقط لا محالة لماذا اولا لم يطلب اعداده وتهيئته ثم مشاركته بسباقات تناسب بداياته الا يعني الاصرار على المشاركة اثارة وبلبلة وشقا للصفوف وانه وبما لا يدعو مجالا للشك وجود من هم خارج الحدود يساندون مثل هذا الطرح ولهم مآرب اخرى، تعلمنا من هذه الدنيا على مستوى العائلة الواحدة وبين الأخوة أن ننسى ونتناسى خلافتنا حين نصاب بملمات هكذا تعملنا حتى لا تندمل وتتفاقم هذه الجروح فوصل بالبعض من شدة الفرح برجعة المياه إلى مجاريها أن يقول كلاماً مضحكاً وشر البلية ما يضحك حيث يقال (كل هالمصيبة خير اللي جمعتكم) هذا هو المأمول من الاخوة حين يحضن بعضهم بعضاً فتسمو الأحزان على قسوتها على الحقد والحسد والضغينة فما بالك حين يكون المصاب على مستوى وطن وتقرير مصير لماذا يعلو صوت هؤلاء في هذا التوقيت الحرج الذي نحن بأمس الحاجة اليه لنكون يداً واحدة ومن المستفيد؟.. اما إصلاح هؤلاء الذي يريدون به باطلاً فما هو الا افساد وأصبحت كلمة بالية حين لا توضع بمكانها. فالإصلاح الحق لا يأتي دفعة واحدة بل بشكل متدرج وسلس حتى يجد القبول بشكل تدريجي من المجتمع والحكومة حاله حال الإنسان حين يمرض فيتناول ذلك الدواء على جرعات ولو تناوله جرعة واحدة لكان بخبر كان وما الانتخابات البلدية والحوار الوطني الا بداية أكثر من رائعة سيتبعها إن شاء الله الكثير من الخطوات بشكل سلس ومتدرج لا يخل بالعملية الإصلاحية، بعد 11 سبتمبر 2001م مرت مملكتنا الحبيبة بمنعطفات خطيرة لم تشهدها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ولكن وبعون الله وبتوفيقه ثم القيادة الحكيمة لهذه الحكومة الرشيدة استطعنا تجاوز الكثير من هذه المنعطفات وما تلك الرحلة المكوكية لولي العهد لفرنسا وأمريكا والعديد من الدول وما تم خلال هذه الرحلة والتي استغرق التحضير لها سنوات وأخذت الكثير من الوقت والجهد لولي العهد وللفريق المرافق الا د ليل على أننا نسير بالاتجاه الصحيح وإلى الامام يا وطني الحبيب.