هناك أبيات مفردة من الشعر ظل العرب يرددونها جيلاً بعد جيل، ويحفظها منهم الكثير، إما حكمة فيها أو طرافة أو أنها سارت كالأمثال، أو لما فيها من بلاغة وجمال. ولو قرئ بيت الشعر هذا داخل القصيدة كاملة، لما أحس القارئ بعذوبته وجمال معناه كما يقرأ منفرداً قائماً بذاته. ومن تلك الأبيات المفردة التي تحضرني الآن: الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وان لم يشعروا خدم (المعري) وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له إذا لم يكن في طبعه والخلائق (المتنبي) السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب (أبو تمام) إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسدة (أبو العتاهية) والجده: المال الوافر إذ نطق السفيه فلا تجبه فخير من اجابته السكوت (ينسب للامام الشافعي) كلما قلت قال احسنت زدني وبأحسنت لا يباع الدقيق! (جحظة البرمكي مدح واليافكات جزاؤه كلمة - أحسنت فقط) تأن ولا تعجل بلومك صاحباً لعل له عذراً وأنت تلوم (.....) قد ينعم الله بالبلوى وان عظمت ويبتلى الله بعض القوم بالنعم (أبو تمام) وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن الا تلاقيا (مجنون ليلى) من راقب الناس مات غماً وفاز باللذة الجسور (سلم الخاسر)