دعا وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه امس إلى تصعيد الضغوط الدولية على الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يستجب للضغوط الدولية لوقف حملة القمع الدامية ضد المتظاهرين. وقال جوبيه بعد اجتماع مع نظرائه من الاتحاد الأوروبي في مدينة سوبوت البولندية :»لقد حاولنا أن ننصح بشار الأسد بإجراء عملية إصلاح. لم يستجب. لذلك نحتاج الآن إلى الإسراع من خطى تغيير النظام». وأضاف جوبيه أن هذا «يعني تغليظ العقوبات .. مواصلة العمل في الأممالمتحدة لضمان التوصل إلى إدانة أكثر صراحة للنظام السوري.. العمل مع المعارضة». وتعرقل روسيا والصين محاولات غربية لدفع مجلس الأمن الدولي لتبني عقوبات أكثر صرامة ضد سورية وهو موقف جرى تفسيره على أنه رد فعل عنيف ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي استخدم قرارا من الأممالمتحدة لقصف ليبيا. وقال جوبيه إنه ليس هناك «أي مجال لتدخل عسكري» في سورية. وكان الاتحاد الأوروبي قد تبنى امس جولة جديدة من العقوبات ضد سورية والتي تشمل فرض حظر على استيراد النفط السوري والذي جرى تأجيل تطبيقه إلى 15 تشرين ثان/نوفمبر المقبل بسبب إصرار إيطاليا على أن الموعد المبدئي وهو 15 تشرين أول/أكتوبر المقبل يجب تأجيله. وبسؤاله عما إذا كان التأجيل «أمرا مؤسفا» أجاب جوبيه :»نعم بالطبع» ، لكنه أضاف :»إنه بالفعل أمر جيد لاتخاذ قرار بذلك وفي كل مرة نأخذ فيها خطوة إلى الأمام يوجه إلينا تساؤل :»لماذا لا تتخذوا خطوتين؟». من جانبه اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا تعارض الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على واردات النفط السوري كما نقلت عنه وكالة الانباء انترفاكس. وقال لافروف في دوشانبي حيث تنعقد قمة لمجموعة الدول المستقلة الجانب ليس بالامر الجيد. ذلك يقضي على فرص اعتماد نهج مشترك ازاء اي ازمة». واضاف «ان العقوبات نادرا ما تؤدي الى حلول». كما رفضت روسيا التوقف عن بيع اسلحة الى سورية بالرغم من دعوة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي طلبت منها «السير مع التاريخ». ميدانيا قتل ما لا يقل عن ستة أشخاص امس في عدة مدن سورية خلال تشييع جثامين ضحايا سقطوا الجمعة في الحملات التي شنتها الحكومة السورية ضد المسيرات الاحتجاجية التي تجتاح البلاد. وأطلقت قوات الأمن السورية النار بصورة عشوائية على الناس بمنطقة بابا عمرو بمحافظة حمص وسط البلاد. وقال نشطاء في لبنان إن «قوات الأمن بدأت في إطلاق النار بمجرد خروج المحتجين إلى الشوارع...حيث قتلوا ما لا يقل عن أربعة محتجين وجرحوا 10 آخرين». أيضا في حمص، خرج أكثر من 1500 شخص في احتجاجات بمنطقة قصير حيث رددوا هتافات طالبوا فيها بإعدام الرئيس. تأتي الاحتجاجات بعدما سلمت قوات الأمن جثمان شاب كان قد اعتقل مؤخرا في قصير لوالديه. وقالت لجان التنسيق المحلية في سورية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن جثمان الشاب كانت به آثار تعذيب. كما اقتحمت قوات الأمن منطقة البياضة ودير بعلة بمحافظة حمص حيث شنت حملة اعتقالات واسعة وفق ما قال نشطاء. أيضا، قال نشطاء إن شخصين قتلا امس خلال مداهمة قوات الأمن لمنطقة معرة حمرة بالمحافظة. وفي ضواحي دمشق، شارك نحو 20 ألف شخص في جنازة من لقوا حتفهم الجمعة. وكان نشطاء قد ذكروا امس أن قوات الأمن السورية قتلت 23 شخصا بعد صلاة الجمعة والليلة قبل الماضية. إلا أن التلفزيون الرسمي السوري ذكر أن قوات الأمن قتلت مسلحين اثنين بعد أن تعرضت لهجوم في بلدة تلبيسة بمحافظة حمص وسط البلاد. وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن ثلاثة جنود لقوا حتفهم «بنيران مجموعات إرهابية مسلحة هاجمتهم في مدن تلبيسة وعربين وحمورية» وأضافت أن أربعة مهاجمين قتلوا في المواجهات بينما اختطف النقيب وائل العلي في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد المتاخمة لتركيا. وقال نشطاء مقيمون في لبنان إن العلي انشق لكن ترفض السلطات الاعتراف بأن «بعض أفراد قوات الأمن ينشقون إلى صفوف المعارضة». ومن الصعب التحقق من المعلومات من سورية نظرا لان الصحفيين الأجانب ومنظمات حقوق الإنسان منعت من دخول البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن 2200 شخص على الأقل قتلوا من بينهم 391 شخصا من قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس الماضي.