تواجه الشركات المصدرة للمواد البتروكيماوية إشكالية تكدس البضائع المصدرة من ميناء الدمام إلى شركات عالمية في دول خارجية ترتبط بعقود مع عدد من الشركات الكيميائية السعودية، وقالت مصادر ان ميناء الدمام لا يزال يعاني تكدسا وطوابير من الحاويات التي تنتظر دورها في الشحن مما ادى الى تأخير شحنات البولي ايثلين والبولي بربيليين. وارجعت المصادر بأن سبب التأخير يعود إلى توافق شهر رمضان مع شهر اغسطس، حيث ساهمت الحرارة المرتفعة وتقليل ساعات العمل في تأخير عمليات التحميل، إضافة الى التأخيرات في شهر يوليو الماضي. ويضيف مراقبون أن من أسباب التكدس ارتفاع الإنتاج لدى الشركات البتروكيماوية حيث أن عددا من الشركات قامت بزيادة عمليات الانتاج وكميات التصدير مما أدى الى ارتفاع الصادرات عبر المواني الى مستويات قياسية. واستبعدت مصادر انتهاء ازمة التكدس قريبا لما يواجه الميناء من تكدس حاويات بكميات كبيرة من عدد من الشركات البتروكيمياوية وشركات انتاجية أخرى، متوقعين أن يستمر تأخير عمليات الشحن حتى منتصف شهر سبتمبر. واوردت المصادر أن شركات هندية مرتبطة بعقود مع شركات سعودية شكت من عدم وصول الشحنات المتفق عليها من ميناء الدمام، مشيرة إلى أن هذه التأخيرات تهدد الشركات المحلية في الغاء العقود أو عدم إبرام عقود جديدة مع الشركات السعودية والاتجاه إلى شركات خليجية تقوم بالتصدير من موانئها بالتالي سيؤدي ذلك إلى فقد الشركات السعودية حصة مهمة في السوق العالمي. إحسان عبدالجواد: الاحتياج المستقبلي يتطلب سرعة التوسع في مشاريع ميناء الدمام وقال إحسان عبدالجواد عضو لجنة النقل البحري ان إشكالية تكدس البضائع المصدرة من ميناء الدمام موجودة لعدة عوامل منها ارتفاع حجم الطلب من الشركات العالمية وبالتالي أدى ذلك إلى زيادة الانتاج من الشركات البتروكيماوية السعودية وهذا أدى إلى ضغط في التصدير وضغط على ميناء الدمام وضغط على شركات النقل البحري، مفيدا بأن المشكلة ليست محصورة على ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وإنما عدد من المواني الخليجية التي تواجه مثل هذه الأزمة الطارئة بشكل سنوي في أوقات متقاربة، لافتا إلى أن الحجم الموجود في ميناء الدمام تحديدا يحتاج إلى إعادة نظر وتوسعات مستقبلية وذلك للاحتياج خلال الفترة القادمة لهذه التوسعات وذلك لتوقعات الطلب المتزايد على المنتجات البتروكيماوية السعودية. من جهة أخرى نفى نعيم النعيم مدير ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام حدوث أي تأخير في الشحنات المصدرة من الميناء، وقال ل"الرياض" انه في حال اكتمال الموافقات الرسمية للتصدير فإن التصدير يتم فورا دون تأخير، مشيرا إلى أن العمل خلال الفترة الماضية كان بشكل متواصل يوميا دون توقف خلال ال 24 ساعة. وأكد النعيم أن الميناء قدم تسهيلات لدعم الصادرات الوطنية ويأتي في مقدمتها شركات الاسمنت، كما أن هناك فكرة لا تزال مطروحة لإيجاد مناطق حرة في الميناء، مفيداً بأن منطقة إعادة التصدير تقوم بالغرض نفسه. وأضاف "يشكل السوق السعودي 60% من سوق منطقة الخليج لذلك نعمل على توسعة منطقة إعادة التصدير لتصل الى 1.5 مليون متر مربع بخلاف المنطقة الجمركية"، مبينا أن هناك عدة مشاريع يجري تنفيذها من قبل إدارة الميناء بقيمة 800 مليون ريال، منها تطوير منطقة المستودعات وإنشاء جسر علوي لتسهيل حركة المرور بالميناء، وتصميم وإنشاء رصيفين للبضائع السائبة إلى جانب سفلتة مواقف الشاحنات وتحديث بوابة الميناء وغيرها من المشروعات.