تؤكد التقارير والدراسات على استمرار ارتفاع معدلات الطلب على الطاقة ونموها بمعدلات أسرع من معدلات نمو الاقتصاد بسبب تفاعله بشكل إيجابي مع نمو الاستثمار وفي المقابل فإنه يتراجع بشكل أسرع مع تراجع النشاط الاقتصادي. مما دفع الحكومات نحو تطبيق معايير ونظم وتسهيلات خاصة بقوانين الطاقة. وتتطلع المملكة العربية السعودية نحو تعزيز الاستثمارات في الطاقة وتطبيق استراتيجية التنمية الوطنية واستثمار أكثر من 100 مليار دولار على مشروعات للبناء والطاقة خلال السنوات الخمس القادمة ومن المتوقع أن يواصل اقتصاد السعودية تحقيق نمو قوي. وتمتلك المملكة العربية السعودية المقومات التي تعزز من مكانتها في قطاع الطاقة وذلك بفضل ارتفاع معدلات الطلب المحلي على الكهرباء إلى نسبة تقارب ضعف معدل نموها الاقتصادي وقد أعلنت المملكة مؤخراً عن تخصيص استثمارات ضخمة في مشاريع الطاقة. وتشير أحدث التقارير إلى أن مجلس التعاون الخليجي ينفق 252 مليار دولار على مشاريع الطاقة خلال الخمس سنوات المقبلة لإنشاء محطات إنتاج جديدة للطاقة إلى جانب نظم التوزيع وشبكات التوريد لتصبح بذلك المنطقة محط اهتمام كبرى شركات الطاقة الدولية ومؤسسات البنية التحتية والشبكات الهندسية. ويؤكد خبراء الصناعة على وجود اتجاه متزايد نحو تطبيق حلول الحلول الطاقة الكفء في الإضاءة والتسخين والتبريد في الأماكن السكنية والصناعية والعامة على مستوى المملكة وخاصة مع تزايد الوعي بالفوائد الاقتصادية وإمكانية توفير الطاقة عند استخدام وسائل الإضاءة الحديثة ونظم التدفئة والتبريد والتهوية. وقال أحمد باولس الرئيس التنفيذي في إيبوك ميسي فرانكفورت الجهة المنظمة لمعرض الإضاءة في الشرق الأوسط 2011 وهو الحدث التجاري الأبزر في قطاع تقنية وتصميم الإضاءة في منطقة الشرق الأوسط : مع ارتفاع أسعار الطاقة يتزايد الإقبال والاهتمام نحو إيجاد حلول للحد من التكاليف والبحث عن مصادر الطاقة البديلة يمكن أن توفرها التقنيات الجديدة ولا يقتصر السبب في ذلك على ارتفاع التكاليف فقط وإنما يشمل أيضا زيادة الوعي بعوامل البيئة والتغيير المناخي". وأضاف باولس: " يقدم معرض الإضاءة في الشرق الأوسط أحدث المنتجات والحلول المتطورة التي يمكن تطبيقها في المنطقة من خلال تقنيات خضراء موفرة للطاقة ويركز المعرض على التقنيات الجديدة في عالم الإنارة. وتحظى المملكة العربية السعودية كونها السوق الأكبر في المنطقة باهتمام كبير من أكبر شركات الطاقة والإضاءة". وتشير التقديرات إلى أن حاجة المملكة الهائلة للطاقة والتي ستنمو بمعدل 8 % سنويا من مستويات القمة الحالية وهي 44.000 ميجاوات إلى مضاعفة الاستهلاك الحالي بحلول 2032 بواقع 121.000 ميجاوات. وتقدر حصة إضاءة المباني والطاقة المستهلكة بنحو ربع استخدام الطاقة على مستوى المملكة. ولسد هذا الارتفاع المتوقع في حاجات الطاقة تخطط المملكة لزيادة الطاقة الإنتاجية للكهرباء ببناء مجموعة من محطات التوليد الجديدة. وتتضمن الخطط محطة حرارية في ميناء يبنع على البحر الأحمر بطاقة 850 ميجاوات بكلفة 1.5 مليار دولار ونقطة راس الزور في المنطقة الشرقية والتي ستكون مقرا لأكبر مشروع طاقة وتحلية في العالم بكلفة متوقعة تصل إلى 2.4 مليار دولار. ومن المتوقع إنجاز المشروع بنهاية 2013 وحينها ستكون طاقة إنتاج المحطة 2.800 ميجاوات. تقام دورة معرض الإضاءة في الشرق الأوسط خلال الفترة من 12 – 14 سبتمبر في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض وهو الحدث التجاري والمؤتمر الأكبر في المنطقة الذي يشارك فيه جميع العاملين في الصناعة ويسلط الضوء على أحدث الاتجاهات والتطورات التي تؤثر على عالم الإضاءة حول العالم. من ناحية أخرى وعلى هامش المعرض يقام مؤتمر لايت إنسايت آرابيا حيث يركز برنامج المؤتمر على تصميم الإضاءة الذكية في المشاريع العربية على مستوى المنطقة ومن المتوقع أن يكون المؤتمر منصة التقاء هامة للمهندسين المعماريين واستشاريي الإضاءة والمصممين وشركات التصنيع والموردين ومحترفي الصناعة. ويمثل المؤتمر منصة لتناول الموضوعات الخاصة بحلول الإضاءة المستدامة حيث يشارك فيه مجموعة من أبرز الخبراء من حول العالم إلى جانب عدد من الخبراء المحليين من منطقة الخليج.