يسعى حماة البيئة في البلدان الغربية وبخاصة في فرنسا والبلدان النامية منذ أسابيع إلى العثور على بعض الصور الفريدة من نوعها أو المؤثرة لاستخدامها في إطار حملة عالمية أطلقوها للحيلولة دون ارتكاب ما يسمونه « مجزرة القرن « ضد إبل أستراليا المتوحشة. وكانت السلطات الأسترالية قد طرحت في شهر يونيو الماضي مشروعا للقضاء على ثروتها الحيوانية من الإبل المتوحشة المقدرة بمليون ومائتي ألف رأس كوسيلة من وسائل خفض الغازات التي تساهم في تغذية ظاهرة الاحتباس الحراري في هذا البلد: وتحرص السلطات الأسترالية منذ سنوات على الحد من هذه الثروة عبر قتلها في إطار حملات تتم من خلال السيارات الصحراوية أو الطائرات العمودية. ويمنح القاتلون مكافآت مالية تقدمها الحكومة شريطة حرص القاتلين على أن يطلقوا النار على الإبل المتوحشة في أماكن بعيدة عن المساكن لتجنب الأضرار الصحية التي قد تطال السكان جراء تعفن جثث الحيوانات المقتولة. «الشقيق» الأكبر الجمل البريطاني «دجو» يشارك العائلة الفطور ومولع بالفواكه الجافة.. ويستطيع إنقاذ «إبل» أستراليا من الإبادة وقد طالب حماة البيئة منذ الإعلان عن هذا القرار المواطنين في كثير من البلدان الغربية والبلدان النامية بالاحتجاج على هذا القرار لدى سفراء أستراليا في العالم. وهاهم يعثرون اليوم على الصورة أو مجموعة الصور التي من شأنها مساعدتهم على تصعيد هذه الحملة وإضفاء مزيد من النجاعة عليها. فقد التقطت هذه الصور لجمل يربيه رجل إنجليزي وزوجته مع أربعة جمال أخرى. وميزة هذا الجمل أنه تعود كل صباح على مشاطرة الرجل وزوجته وطفلهما الصغير المسمى» روبين « فطور الصباح. ويقول الزوجان إن لديهما إحساسا نزيها وقويا بأن هذا الجمل الذي سمياه « دجو» هو بمثابة شقيق « روبين «الأكبر بحق . ويؤكدان أن في نظرات هذا الأخير للجمل وإصراره على المشاركة في وجبة فطور الصباح بحضور « دجو» أكثر من دليل على أن بين الجمل والطفل الصغير علاقة شبيهة بعلاقة المحبة بين الأخ مع أخيه. ويقر الزوج بأن « دجو « لا يحب الزبدة . ولكنه مولع بأكل الفواكه الجافة والحبوب التي يأكلها « روبين» . روبين مع أبيه وصديقه «دجو» عند تناول وجبة الفطور حملة دولية مضادة لحماية الإبل الاسترالية من القتل تستخدم صوراً تؤكد صداقة الجمال والانسان ويقترح بعض حماة البيئة إرسال صورة من هذه الصور التي التقطت للجمل مع الأسرة الإنجليزية التي تربيه إلى كل الأسر الأسترالية لإقناعها بأنه ثمة إمكانية للتعايش بل ومبادلة المحبة بين الإبل وسكان القرى والأرياف خلافا لما تؤكده الحملات الإعلامية الأسترالية الحكومية من أن الإبل المتوحشة أصبحت تروع الناس في بيوتهم وتقتحم منازلهم بحثا عن الماء أو الطعام بسبب أزمات الجفاف الحادة التي طالت في السنوات الأخيرة المناطق الصحراوية التي تعيش فيها. ويرى بعض خبراء الحملات البيئية ضرورة إشراك هذه المبادرة بمبادرة أكثر جرأة وطرافة من خلال تعهد المنظمات الأهلية التي تعنى بالثروة الحيوانية بترويض مئات الإبل المتوحشة وإطلاقها واستخدامها للقيام برحلات عالمية تستغل لتفنيد التبريرات التي تلجأ إليها السلطات الأسترالية لتشريع القضاء على الإبل المتوحشة في أستراليا. ومن هذه الحجج أن روث هذه الحيوانات يشكل مصدرا هاما من مصادر الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري وأن الإبل تعد خطرا على الثروة النباتية . ويذكر حماة البيئة بأن نسبة مثل هذا الغازات لاتصل حتى واحدا بالمائة إذا كان روث الإبل مصدرها مقابل ستة عشر بالمائة بالنسبة إلى روث حيوانات الماشية التي تربى بشكل مكثف. وتعد أستراليا من أهم البلدان المتخصصة في هذا النمط من أنماط تربية الحيوانات وتصدير لحومها وجلودها إلى العالم. كما يذكرون بأن الإبل هي من الحيوانات القليلة التي تتعامل برفق مع النباتات والأشجار والشجيرات الأخرى خلافا لحيوانات أخرى تسيئ كثيرا إلى الثروة النباتية وتتلفها عند عملية الرعي ومنها الماعز. وهناك اليوم إجماع لدى حماة البيئة على دعوة الإنجليز للقيام بدور هام في مختلف هذه المبادرات لأنهم كانوا من الذين استقدموا لأول مرة إلى أستراليا في منتصف القرن التاسع عشر إبلا من جزر «الكاناري» الإسبانية وأفغانستان وباكستان لاستخدامها في اكتشاف أراضيها الشاسعة ذات المناخ القاسي. بل إن للإبل دورا هاما في إنشاء البنى التحتية الأسترالية قبل التخلي عنها نهائيا واستبدالها بالقطارات والشاحنات والسيارات والآلات الميكانيكية الأخرى.