كم مرة قرأنا أن أمين بلدية يوقع عقودا لمشاريع بتكلفة إجمالية بلغت الملايين وتمثلت في مشاريع درء أخطار السيول ، وإنشاء حدائق ومسطحات خضراء، وملاعب أطفال، وسفلتة طرق ( مرحلة ثانية ) ، وإنشاء دورات مياه عامة في المدينة، وردم المستنقعات ، وتصريف مياه الأمطار ( مرحلة ثالثة ) ، وتطوير و تسوير ... والقائمة تطول وتطول . بالمقابل .. كم مرة قرأنا أن الأمانة انتهت " فعليا " من تلك المشاريع المتنوعة في المدة المحددة وبالجودة المطلوبة ؟ هل الهدف هو الإعلان عن المشاريع وقيمة العقود ؛ أم التخطيط والعمل الجاد ثم الإعلان عن ما تم انجازه ؟! ببساطة .. المواطن يريد أن يرى أو يسمع بالاحتفال بالانتهاء من تلك المشاريع ؛ لا يريد شيئا غير ذلك . الأرقام المالية الفلكية لا ناقة له ولا جمل فيها . بعض المشاريع مدتها سنة واحدة ؛ وبسبب مماطلة المقاول – كما تعودنا أن نسمع – يصبح المشروع متعثرا لسنوات طويلة ؛ وهذا لا يحتاج إلى دليل فالمواطن يعيش مع هذا التعثر حياته اليومية ؛ خصوصا إذا كان العمل يحتوي على مطبات أو حفريات أو خنادق يعاني منها السكان كثيرا ؛ وتتعامل معها الشركة المنفذة بإهمال واضح وتباطؤ شديد ؛ في ظل غياب الشروط الجزائية الواضحة والمعلنة. من زاوية أخرى ، فالأمانات المتميزة غنية عن التعريف ؛ تشهد لها أرجاء المدن والقرى في لمساتها الفنية على القشرة الخارجية وضميرها الحي في تأمين البنى التحتية . هذا المقال الناقد لن يغضب سوى الأمانات النائمة التي تلمع صورتها في وسائل الإعلام وتنسى التلميع الحقيقي على أرض الواقع .