كشف المجلس الانتقالي الليبي لأول مرة عن دعم عسكري قدمته الحكومة السودانية للثوار إلى جانب الدعم السياسي، وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل خلال استقباله وزير الخارجية السوداني علي كرتي أنهى زيارة الليلة قبل الماضية زيارة قصيرة إلى بنغازي أمس: "آن الأوان أن نعلن أن السودان قدم للثوار دعماً عسكرياً ساعدنا في تحرير بعض المدن مثل مدينة الكفرة". وأكّد عبد الجليل وفقاً لصحيفة الرأي العام السودانية الصادرة أمس أنّ كل الثوار في جميع الجبهات يعلمون أن السودان الدولة الأولى التي قدمت لهم المساعدات المختلفة. وعبر عبد الجليل عن شكره وامتنانه للدعم السياسي والعسكري الذي قدمه السودان، وأكّد أنّ هذا الأمر ستتم مراعاته بصورة واضحة في المجالات الاقتصادية والتنموية والمشاريع كافة، التي سيقوم بها المجلس في المستقبل بليبيا. وشدد على أن الجالية السودانية تحظى باحترام وسط الشعب الليبي، وأضاف: "وستحظى باحترامٍ أكبر وبمعاملة محترمة أكثر". وأمّن على أن السودان أكثر دولة تَأذّت من القذافي بعد الشعب الليبي، رغم أن شرور القذافي وصلت حتى أمريكا الجنوبية. وقال: "نؤكد تعاوننا مع السودان في مراقبة الحدود، كما نؤكد الاستمرار في التعاون مع السودان لأجل بناء علاقات متينة، وعبّر عن أمله في أن يزور السودان في أقرب فرصة. وبالمقابل أعلن كرتي أن السودان أكثر فرحاً من الشعب الليبي بسقوط نظام القذافي، وقال إن القذافي كان سبباً في انفصال الجنوب، وقدم دعماً للحركة الشعبية حتى قويت وأصبح لها وزن سياسي ودولي جعلها تطالب بالانفصال الذي تحقق. وأشار كرتي إلى أن القذافي كان يسعى لتكرار ذات السيناريو في دارفور، وتابع: "إن السودان تأذى من نظام القذافي مثلما تأذى الشعب الليبي". ونقل كرتي لرئيس المجلس الانتقالي، تحيات الرئيس عمر البشير بنجاح الثورة، كما نقل له مناشدة البشير لأعضاء المجلس الانتقالي للوحدة والتوافق على الأصول الوطنية. ونقل كرتي أيضا دعوة الرئيس البشير للمجلس الانتقالي لزيارة السودان، وقال إن التحديات التي تنتظر المجلس بعد سقوط القذافي أكبر من تحدي الانتصار على نظامه البائد. وأضاف مخاطباً أعضاء المجلس: "ولئن ضربتم مثلاً في الثورة على الباطل فاضربوا مثلاً في الوحدة حتى تستفيدوا من مواردكم". ودعا كرتي، الثوار الليبيين إلى حُسن معاملة الجالية السودانية في ليبيا رغم ما تردد عن مشاركة حركات دارفور المسلحة في القتال إلى جانب القذافي. وقدم كرتي إلى رئيس المجلس الانتقالي، مسودة قوانين: الانتخابات والتعداد السكاني وقانون الأحزاب. وقال إن للسودان تجربة متواضعة في هذا الصدد يريد أن ينقلها إلى الإخوة في ليبيا دون الزامهم بالأخذ بها. وأضاف: "لكم أن تطلعوا على هذه التجربة إلى جانب اطلاعكم على التجارب الخارجية، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها". ودعا كرتي، المجلس الوطني إلى التعاون بشأن ضبط الحدود حتى يكون هناك جوار آمن لمصلحة البلدين.