الطفل معرض لأمراض عديدة لا يمكن حصرها بعضها يمكن معرفة السبب عن طريق الفحص الاكلينيكي أو من خلال التحاليل والمختبرات. بعض الأمراض تسبب أعراضاً بسيطة ويصعب اكتشافها إلا عن طريق الخبرة والتخصص. كثير من الأطفال يصاب بأمراض أو أعراض مشابهة وتغيب أشياء كثيرة عن بال الطبيب المعالج. سنتحدث اليوم عن مرض يصيب الرئة أو الجهاز التنفسي للطفل ويصعب اكتشافه أحياناً من قبل الأطباء العاديين ألا وهو المفطورة الرئوية.. لقد اعتقد ان المفطورة الرئوية فيروس، ولكن تبين غير ذلك فيما بعد وسميت بالمفطورة وهي أصغر الأنظمة الحيوية ذاتية التناسخ. وتعتمد على اتصالها بالخلايا المضيفة لها في جسم الإنسان للحصول على الطلائع الأساسية لتكاثرها. ومن الصعوبة بمكان نمو هذه المفطورة في المختبرات العادية وزراعتها ونموها عادة يكون بطيئاً. انتشارها: تحدث التهابات المفطورات الرئوية في جميع انحاء العالم ويتوطن في المجتمعات الكبيرة مع احتمال حدوث جائحات وبائية كل 4 - 7 سنوات. أما في المجتمعات الصغيرة فتكون اصابة الأطفال فيها فردية مع اصابات كامنة تستمر لفترات طويلة وتحدث على فترات منتظمة. وتحدث الالتهابات على مدار السنة. يرتبط حدوث الاصابة بالمفطورات بعمر المريض وحالته المناعية. فيندر حدوث المرض قبل 3 - 4 سنوات. وعودة المرض شائعة. ويشيع المرض عند الأطفال بسن المدرسة، حيث يمثل الالتهابات الرئوية بالمفطورة لدى هؤلاء الأطفال 33٪ و70٪ من كل الالتهابات الرئوية عند الأطفال وخاصة بعمر 9 - 15 سنة و5 - 9 على التوالي. إن التهابات المفطورة الرئوية ليست شديدة العدوى، وهناك بطء في اصابة الأشخاص المخالطين لشخص مصاب بهذه المفطورة داخل العائلة. فقد يحتاج ذلك لفترات تمتد أحياناً إلى اسابيع أو أشهر. ويحدث الالتهاب عن طريق المجاري التنفسية بانتشار القطيرات الكبيرة ويعتقد ان فترة حضانة المرض من 1 - 3 أسابيع. وقد سجلت حدوث وبائيات في معسكرات الجنود، ومخيمات الأطفال الصيفية نتيجة للزحام الشديد والاختلاط الدائم بين بعضهم البعض. كيفية الأمراض: تصيب المفطورات الرئوية خلايا المجاري التنفسية المهدبة وتلتصق بها بطريقة معقدة وتندفن بين الخلايا مما يؤدي إلى توقف عمل الأهداب ومن ثم تسلخ الخلايا في النهاية. ومازال غير معروف كيفية حدوث ذلك. يحدث العديد من التغيرات ومنها الاستجابات المصلية بعد حدوث الالتهاب بالمفطورات الرئوية. ويحدث عدة أنواع من الأضداد، كما ان هناك راصات دموية باردة غير نوعية ومرتكسة. ولن ندخل في تفاصيل حدوث هذه التغيرات والتي هي مهمة في اكتشاف ومعرفة تطور المرض. وهناك تقنيات حديثة تقيس الارتكاسات المناعية الخاصة للمفطورات الرئوية والتي تستمر لمدة طويلة. وبالرغم من أن وجود الاضداد الجوالة لدى البشر قد يترافق مع الوقاية من التهابات المفطورات الرئوية، فإن الدراسات على الامستر اظهرت ان وجود تلك الاضداد الجوالة لوحدها وبغياب اشكال أخرى من المناعة لا يقي بشكل تام. إن المرض الذي يتسببه المفطورات الرئوية بالغ التعقيد، وان الاستجابة المناعية لمضيف المرض قد تكون مسؤولة عن المرض ذاته وعن الوقاية منه. فنجد أن المرضى الذين لديهم نقص في المناعة (كنقص جاما جلوبيولين الدم، وفقر الدم المنجلي) أكثر شدة من المرضى ذوي المناعة الطبيعية. كما أننا نجد ان المفطورة الرئوية هي العامل الأشيع لحدوث متلازمة الصدر الحادة عند مرض فقر الدم المنجلية، ولكنها ليست شائعة عند مرضى الإيدز.