الرياض - أحمد غاوي وافقت الهيئة العامة للسياحة والآثار في الشهور الماضية على تقديم تراخيص لعدد من المرشدين السياحيين، سعياً منها إلى تنظيم وتطوير مهنة الإرشاد السياحي ضمن خطتها الرامية لتطوير صناعة السياحة وتوفير الفرص الوظيفية للشباب السعودي الذي يقدم صورة مشرقة لحاضر وتاريخ المملكة... ومن هؤلاء المرشدين الشاب محمد عبدالله جمعة المرشد السياحي لمنطقة المدينةالمنورة، الذي يشير إلى أن فكرة دخوله مجال السياحة بدأت قبل ما يقارب 8 سنوات بالعمل في أحد الفنادق الموجودة في المنطقة، ومنها أطلع عن قرب على الفرص المتاحة في المجال السياحي، وكانت تلك انطلاقته في هذا المجال. برنامج الإرشاد السياحي سيحدث نقلة نوعية للمرشدين وللسياحة أعشق المجال ويروي محمد قصة دخوله السياحة واصفاً إياها بالمجال الذي يعشقه، حيث إن تلك المهنة كانت تستهويه بصورة كبيرة خصوصاً وأنه يجيد كثيرا من المهارات المطلوبة في هذا العمل، موضحاً أنه عرف كيفية الدخول لهذا المجال والحصول على ترخيص مزاولة مهنة الإرشاد السياحي عن طريق الموقع الرسمي للهيئة العامة للسياحة والآثار، مشيراً إلى أنه خاض عدداً من المحاولات الفردية في الإرشاد مع مجموعة من أصدقائه وزملائه من مدن أخرى غير المدينةالمنورة، بعد دعوتهم إلى زيارة الآثار في محافظة العلا (مدائن صالح) للتعرف إليها، وكذلك عمل في أحد الفنادق بالمنطقة. وأشاد جمعة بدور الهيئة العامة للسياحة والآثار في دعم المرشدين السياحيين السعوديين، مبيناً أنه دور كان له بالغ الأثر من خلال تنمية مهارات المرشدين والإشراف على المهنة ومحاولة تذليل الصعاب والمشاكل التي قد تواجههم، ولفت إلى أن التعاون مستمر ويتم حالياً من خلال اللجنة الاستشارية للمرشدين السياحيين التي تعد حلقة الوصل بين الهيئة والمرشد، كما أنه حصل على بعض الدورات المتخصصة في هذه المهنة بالتنسيق مع الهيئة. محمد جمعة وأضاف: من وجهة نظري برنامج الإرشاد السياحي الذي أصدر التراخيص للمرشدين بمزاولة المهنة برنامج جيد ومدروس، كما أن المقابلة الشخصية والاختبارات كانت تتسم بطابع السهل الممتنع والجدية، وأعتقد أنه في حال تطبيقه بالشكل المطلوب سيحدث نقلة نوعية للمرشدين وللحركة السياحية بالمملكة، موضحاً أن ترخيصه عبارة عن مرشد منطقة (منطقة المدينةالمنورة) وذلك رغبة منه في إثراء حصيلته المعلوماتية عن المنطقة وزيادة الخبرة المهنية قبل حصوله على رخصة مرشد عام. ويرى محمد "أن دور المرشد السياحي في تنشيط ونمو السياحة بالمملكة هو المحافظة على الإرث السياحي والتاريخي للمملكة وإظهار البلد بصورة رائعة وجذابة للسياح، محدداً متطلبات المرشد الناجح في عدة نقاط وهي: الإبتسامة والبشاشة، حسن الخلق والمظهر، التزام الوقت والمواعيد، صحة ودقة المعلومة، التقيد بالتعليمات والتعاون مع الجهات العاملة في هذا المجال. بينما أشار إلى أن أهم المعوقات التي تعوق عمله هي عدم التنسيق مع الجهات المسئولة بوقت كافي، وعدم كفاية الوعي لدى قلة من أفراد المجتمع خاصة في التعامل المباشر مع السياح، مبيناً أنه لا يجد أي صعوبة في التعامل مع السياح من المواطنين والمقيمين. ورغم أنه درس الهندسة الكيميائية ويعمل مهندسا في إحدى الجهات الحكومية إلا أن جمعة طموحه كبير على صعيد العمل السياحي حيث يتمنى احتراف مهنة الإرشاد عالمياً، خصوصاً وأنه يتوقع مستقبل واعد للإرشاد السياحي في ظل اهتمام الدولة بتنمية هذا القطاع لجعله ركيزة أساسية في اقتصاد المملكة، كما يرى أن مزاولة مهنة الإرشاد في المملكة لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها عربياً وعالمياً فلا يوجد فارق سوى أن المهنة في المملكة تعتبر حديثة وجديدة نوعاً ما. وينبعث الأمل والطموح في النجاح على محيا محمد وهو يحكي لنا عن مدى تفاعل أهله وأصدقائه والمقربين منه حول عمله بتلك المهنة الجديدة على المجتمع السعودي قائلاً: التفاعل من المجتمع المحيط بي رائع جداً، وأعده أحد أهم المحفزات بالنسبة لي، حيث تغيرت حياتي بعد دخولي مهنة الإرشاد لا سيما مع تطور نظرة المجتمع من حولي، وأيضاً تنمية مهارتي في التعامل مع الناس من مختلف الثقافات والأجناس. محمد جمعة مهنة الإشارد السياحي جديدة في بلادنا