تسجل جمعية الوداد الخيرية بجدة الريادة في تبني ورعاية الأطفال فاقدي الرعاية الأبوية من المهد إلى مرحلة اعتمادهم على أنفسهم؛ كأول جمعية متخصصة في رعاية الأطفال المواليد مجهولي الأبوين، ويأتي على رأس أهداف هذه الجمعية توفير برامج متكاملة تراعي خصوصية ظروفهم الاجتماعية والنفسية وتعالج قضاياهم من منظور إنساني وشرعي. وأوضحت السيدة "فاتن الحجيلان" -رئيس قسم الرعاية الاجتماعية بالجمعية- رسالتهم التي تهتم بمعالجة قضايا الأطفال الرضع فاقدي الرعاية الأبوية، وتقديم الرعاية الفائقة لهم، من خلال آليات وأساليب حديثة بأسلوب شرعي يعتمد على القرابة بالرضاع استصلاحاً لهم، موضحة أن الجمعية كللت جهودها بإنشاء دار إيوائية على شكل وحدات صغيرة تتسع لثلاثة أو أربعة أطفال (حديثي الولادة فقط)، مع حاضنة كأم بديلة تقيم معهم إقامة دائمة، وتقوم بإرضاعهم لتحقيق الجو الأسري، كما تهدف الجمعية إلى تغيير نظرة المجتمع نحو الأطفال مجهولي الأبوين وبيان حقيقة وضعهم وظروفهم. وأشارت "فاتن" إلى تحقيقهم عدة انجازات رغم قصر المدة منذ إنشاء الجمعية التي أكملت العامين، حيث تمكنوا من تشغيل مبنى سكن الأطفال بحي الصفا ليصل عدد الأطفال 18 طفلا، لافتة إلى استقبالهم بداية رمضان ستة أطفال من وزارة الشؤون الاجتماعية؛ في حين أسندت كفالة 23 طفلاً إلى أسر حاضنة، وتوفير تأمين طبي لكل الأطفال. وعن التحديات التي تواجهها الجمعية شكت "فاتن" من ضعف الموازنات؛ نتيجة قلة الموارد واعتمادهم على أهل الخير فما يصلهم من الشؤون الاجتماعية لا يتجاوز ألف ريال في حين المبنى لوحده تم استئجاره ب 220 ألف ريال؛ رغم حرص الجمعية المشاركة في "البازارات"، وفتح حساب في أحد البنوك إلاّ أن حجم الدعم يظل محدوداً، إلى ذلك فإن الجمعية تمكن الأسر الراغبة في احتضان الأطفال بعد استكمال البحث الميداني الذي يتم عن طريق الجمعية ومطابقة اللون والرضاعة من أحد أقارب الحاضن.