كشف خورشيد محمود قصوري وزير الخارجية الباكستانية عن ان اسامة بن لادن موجود في الوقت الحالي ويتحرك في منطقة الحدود الفاصلة بين باكستان وافغانستان. وقال قصوري . في تصريحات صحفية نشرتها صحيفة نيوز الباكستانية الصادرة صباح امس . ان بن لادن على قيد الحياة ويعيش في المنطقة الجبلية القبائلية البشتونية بين باكستان وأفغانستان. غير أن الوزير حذر من احتمال مغادرة أسامة بن لادن للمنطقة في أسرع وقت ممكن ، نظرا لأنه لا يمكث في المكان الواحد لفترة طويلة. وكانت قوات الامن الباكستانية وعناصر الاستخبارات الامريكية والبريطانية قد كثفت عملياتها في شمال غربي وشمال باكستان في الأونة الأخيرة على أمل العثور على بن لادن وأيمن الظواهري واعتقالهما. من جانبها قالت الشرطة الباكستانية ان شرطيين قتلا امس بعد هجوم نفذه مجهولون على دوريتهما في مقاطعة بلوشستان جنوب غرب باكستان. واعلن مسؤول في الشرطة الباكستانية ان الدورية كانت في عمل روتيني في منطقة باغ التي تبعد 002 كيلومتر عن كويتا عاصمة المقاطعة عندما اطلق مجهولون النار على سيارتهما. وذكر ان شرطيين قتلا على الفور في مكان الحادث في حين اصيب اثنان بجروح خطيرة مضيفا ان حالتهما مستقرة في وقت لم تعلن اي مجموعة مسلحة مسؤوليتها عن الحادث الا ان الشرطة اتهمت مجموعات البلوش المسلحة. الى ذلك، تمكنت قوات الامن الباكستانية من اعتقال ثمانية اشخاص في موقعين مختلفين باقليمي البنجاب وبلوشستان خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية للاشتباه في ارتباطهم بجيش تحرير بلوشستان التي تهاجم الاهداف الحكومية الباكستانية بهدف الانفصال باقليم بلوشستان عن الدولة الباكستانية . ولا تتوافر معلومات كافية للتعرف على الجماعة ، غير انها المعلومات الشحيحة المنتشرة عنها تشير الى انها جماعة قومية بلوشية محلية تتشكل من عدد من القبائل البلوشية التي تسعى جاهدة الى تشكيل دولة مستقلة في بلوشستان بسبب ما ترى انه ظلم فادح يتعرض له الشعب البلوشي من جانب الدولة الباكستانية التي يسيطر على أغلبية جيشها ومناصبها الرئيسية عناصر من اقليم البنجاب الذي يبادلونه العداء والكراهية . وذهب بعض المراقبين الباكستانيين الى تشبيه الوضع في بلوشستان والقتال بين عناصر جيش تحرير بلوشستان والدولة الباكستانية بانه يشبه تماما الاحساس بالظلم والوضع الذي كان سائدا فيما كان يعرف سابقا بباكستانالشرقية التي انفصلت في عام 1971 في دولة بنجلاديش المستقلة . وأوضحت المعلومات الواردة من اقليم البنجاب ان قوات الامن في منطقة مطار ديرا غاسي خان بالاقليم تمكنت من اعتقال أربعة اشخاص وصفتهم بانهم من أعضاء جماعة جيش تحرير بلوشستان . وقال قائد شرطة المنطقة سالمان تشودري ان الاشخاص الاربعة كانوا يحاولون اختراق الاجراءات الامنية في المطار لتنفيذ هجوم في داخله غير ان قوات الامن تمكنت من القبض عليهم . غير ان سالمان اوضح ان الاشخاص الاربعة لم يعترفوا خلال التحقيقات الاولية بانتمائهم الى جيش تحرير بلوشستان وقالوا انهم ضلوا الطريق دون ان يقصدوا الدخول الى المطار وانهم لا يحملون اية اسلحة ، موكدا انه يعرف تماما انهم يرتبطون بجيش تحرير بلوشستان . كما ذكرت التقارير الواردة من مدينة كويتا عاصمة اقليم بلوشستان الجنوبي الغربي ان الشرطة الباكستانية تمكنت من اعتقال اربعة اشخاص اخرين ينتمون الى الجماعة وان التحقيقات تجري في الوقت الحالي معهم للكشف عن المسيد من المعلومات المتعلقة بجيش تحرير بلوشستان وتحديد الجهات التي تقف وراءه ومصادر التمويل والأطراف التي توفر له الاسلحة وتقوم بتدريب عناصره . في ذات الاطار، رحبت الجماعة الاسلامية الباكستانية (اكبر الاحزاب الدينية في باكستان) بالفتوى التي اصدرها عدد من رجال الدين الباكستانيين يوم الثلاثاء الماضي والتي قالوا فيها ان الهجمات الانتحارية في باكستان حرام ومنافية للشريعة وللقيم الاسلامية . وقد رحب أمير الجماعة الاسلامية قاضي حسين أحمد بالفتوى .. مشيدا بما أعلنه العلماء في فتواهم من استثناء العمليات الاستشهادية في فلسطين وكشمير وأفغانستان والعراق والشيشان من هذا التحريم . وقال ان استثناء الهجمات الاستشهادية في هذه الاماكن يساعد على مواجهة خطط القوى المعادية للاسلام للطعن في كفاح المناضلين من أجل الحرية في هذه البلدان . وكانت مجموعة من علماء الدين الباكستانيين برئاسة مفتي منيب الرحمن رئيس لجنة روية الهلال قد أصدرت فتوى شرعية يوم الثلاثاء الماضي بتحريم العمليات الانتحارية. وكان 58 عالم دين باكستاني قد اجتمعوا في مدينة لاهور عاصمة اقليم البنجاب في فتواهم الجماعية ان العمليات الانتحارية حرام وان الذين يدبرون ويخططون وينفذون الاعمال الانتحارية في باكستان انما يرتكبون أعمالا مخالفة للدين الاسلامي . وقالت الفتوى ان التفجيرات الانتحارية لقتل المسلمين في المساجد والتجمعات العامة حرام في الاسلام وأن الهجمات في الأماكن العامة وأماكن العبادة ليس لها أي علاقة بالدين الاسلامي . وأكدت في الوقت نفسه على ان عمليات الكفاح من اجل الحرية ومكافحة الاضطهاد هي عمليات مشروعة .