أرجع مسؤول في علوم الطيران كثرة حوادث الطيران الشراعي في المملكة إلى عدم التزام البعض بأنظمة وقوانين سلامة الطيران ، حيث شهدت البلاد خلال ستة أشهر الماضية نحو أربعة حوادث للطائرات الشراعية, اثنتان منها في مدينة الرياض وتوفي طياراها رحمهما الله والطائرة الأخرى بالقرب من محافظة المجمعة حيت اصطدمت الطائرة بأسلاك الضغط العالي ونجا قائدها ومرافقه بأعجوبة من رب العالمين بعد أن تحطمت الطائرة بالكامل. وقال ل"الرياض" الكابتن ابراهيم الحمود ، أن تقريرا صدر مؤخرا من منظمة الطيران الفدرالي "وموقعها في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، يفيد أنه خلال السنة الماضية وصل عدد حوادث طائرات النقل الجوي الى 120 حادث طيران متنوعة" حول العالم ، وان 25 في المائة من تلك الحوادث حدثت للطائرات الشراعية والطائرات الرياضية الصغيرة وذكروا ان النسبة مؤشر كبير ولا يبشر بخير, وعندما يقارن بعدد حوادث الطائرات الأخرى , وهذه الطائرات الصغيرة عادة يمتلكها هواة الطيران سواء الشراعية او الطائرات المروحية الخفيفة، وهذا راجع لعدة أسباب أهمها : عدم حصول الطيارين على التدريب الكافي لقيادة الطائرة الشراعية حيث تتم عملية التدريب في المملكة من أسبوعين الى أربعة اسابيع واحيانا تتم من قبل بعض الطيارين الشراعيين غير المؤهلين تاهيلا كاملا، بل اكتسبوا مهنة الطيران عن طريق الخبرة وهذا يزيد الأمر سوءاً, وبعد ان تتم عملية التدريب للمتدرب يبدا الطيار الشراعي بالطيران فيترك له الحبل على الغارب بدون اي متابعة له من اي جهة رسمية سواء من ناحية التدريبات الأرضية او الجوية . ولو نظرنا الى تلك الحوادث التي حدثت نلاحظ انها لم تحدث بسبب خلل فني بالطائرة بل كانت بسبب تنفيذ بعض الحركات الجوية الخطرة من قبل الطيارين او لعدم التقيد السليم بقوانين الطيران. ومن المتعارف عليه في حوادث الطيران فإن الخطأ يرجع إلى الطيار من 75 في المائة الى 85 في المائة في جميع الحالات ، وعدم التقيد والالتزام بتعليمات السلامة الأرضية او الجوية من قبل المتدرب فمن المتعارف عليه في مجال الطيران ايضا فانه يجب على الطيار عمل فحص بعض النقاط المهمة قبل تشغيل وقبل اقلاع الطائرة وكذلك بعد الإقلاع, ونجد الكثير من الطيارين لايلقون اهتماما كبيرا بكل تلك النقاط او فيما يخص التقيد بتعاليم السلامة وهذا بدوره يسبب حوادث لاتحمد عقباها ، كذلك عدم تقيد بعض الطيارين بالتحذيرات للأحوال الجوية قبل تنفيذ الرحلة فنجد ان هناك حدا أقصى للرياح تحذر من عدم الطيران او حدا اقصى للرؤية الأفقية مثل الأتربة والضباب ووجود السحب الركامية وهذه تشدد بعدم تنفيذ عمليات الطيران في تلك الحالات ,فبعض الطيارين لا يتقيدون بهذه القوانين, فيتم تنفيذ الطلعات الجوية والتغاضي عن تلك التحذيرات مما يؤدي الى حدوث كوارث جوية , فالطائرة التي سقطت بالقرب من محافظة المجمعة كانت الرؤية الأفقية سيئة لوجود بعض العواصف الترابية كما ذكر بعض شهود العيان. ويؤكد ان من الاسباب ، عدم اجراء الفحص الطبي على المتدرب قبل البدء بالطيران, لأن قوانين الطيران لاتسمح بمنح رخصة الطيران للمتدرب في حال اكتشاف وجود بعض الأمراض لديه "مثل مرض السكر او الضعف في السمع او النظر والتي بدورها لها تأثير مباشر في حصول الحوادث الجوية وهذه الفحوصات مطلوبة كل سنة او سنتين حسب نوع رخصة الطيران لدى الطيار, ويجب ان يكون اجراؤها من قبل طبيب طيران مصرح له بالكشف الطبي على الطيارين، ويحمل شهادة خاصة بطب الطيران. وختم الحمود حديثه بالقول : يجب تقصي الحقائق واخذ الأمر بجدية لجميع من لديهم طائرات شراعية أو المتدربين الجدد ومطالبة وكلاء الطائرات الشراعية بالشروط المطلوبة قبل البيع على الراغبين الحصول على الطائرات الشراعية والالتزام بها والتشديد على من يقوم بالتدريب بدون وجود رخصة معترف بها وايقافهم فورا على ان تكون هذه المراقبة من قبل "نادي الطيران السعودي" بالرياض وان يكون لهم مندوبون في جميع مناطق المملكة لمراقبة من لا يقوم بتطبيق التعليمات والأوامر الصادرة من قبل ادارة نادي الطيران , ومن مجال خبرتي الطويلة في مجال الطيران وكمواطن يتمنى ان لايصاب اي مواطن بمكروه , نصيحتي لإخواني وابنائي الطيارين الالتزام بتنفيذ التعليمات الخاصة بمجال الطيران والسلامة الجوية وأخذ الحيطة والحذر في جميع الأحوال وليتذكروا دائما بأن هذه الطائرات الشراعية سلاح ذو حدين فإذا استحسن استخدامها بقيت هذه الطائرة أداة للترفيه والمتعة، أما إذا أسيء استخدامها وذلك بعدم اتباع قوانين الطيران واجراء بعض الحركات البهلوانية الخطرة والممنوعة ادي ذلك لحصول حوادث قد تكون مميتة.