استعاضت بعض الملاهي الليلية في الجزائر خلال شهر رمضان، عن إحياء سهرات المجون، والتحقت بركب الجمعيات الخيرية التي دأبت على إفطار الصائمين، حيث باتت توفر يوميا وجبات للعائلات المعوزة وعابري السبيل. وذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن الكباريهات المنتشرة عبر مدينة عين الترك الساحلية في وهران التي كانت تنظم سهرات صاخبة في أيام الفطر يحييها بعض مغني الراي تحولت من النقيض إلى النقيض، فقد كفّ أصحابها مؤقتا عن اللهث وراء زبائن يدفعون دون حساب، وأداروا البوصلة نحو الأعمال الخيرية. ومع بدء شهر رمضان بدأت تلك المطاعم في تقديم وجبات للصائمين الذين لم يستطيعوا تأمين مصاريف الشهر الفضيل، وأولئك المسافرون والعمال الوافدين من ولايات أخرى الذين لم يكتب لهم الصيام مع الأهل، وكل هؤلاء يتدفقون يوميا على ملاه ليلية تنشط بكل من حي كافلكون وتروفيل ظل اسمها مرتبطا بإحياء السهرات والليالي "الملاح". وأضافت الصحيفة أن الطاولات التي كانت أنواع الخمور سيدتها أضحت تقدم أطباق الحريرة والزيتون ولا تخلو من المقبلات وعلى رأسها الشامية والزلابية ويجتمع حولها معوزون يكابدون ظروف عيش مزرية جعلتهم يقصدون مثل هذه الأماكن التي لم ولن يتسنى لهم دخولها في أيام الفطر، ليظفروا بوجبات ساخنة لهم ولذويهم.