فاصلة: «نجاح الإنسان في المستقبل، يمكن التكهن به من ألعاب الطفولة» - حكمة هندية - في تقرير مثير للزميلة هدى الصالح في عدد السبت 28 ربيع الاول من جريدة الشرق الاوسط ذكرت دراسة مسح لمجموعة «المرشدين العرب» Arab Advisors Group، اجريت العام الماضي واشارت الى ان 89٪ من العائلات في السعودية يملكون صحوناً لاقطة لاستقبال القنوات الفضائية، وان 16٪ من العائلات يملكون اشتراكاً في القنوات التلفزيونية المدفوعة، والمقدمة من شبكات «اوربت» و«شوتايم» و«إي آر تي». كما ذكرت ان استفتاء أجراه موقع «براعم» الالكتروني العربي (خاص به وبزواره)، أشار إلى أن الأطفال في السعودية لو خيروا بين الانترنت والتلفزيون فإنهم يتخلون عن الانترنت ولكن «من المستحيل التخلي عن التلفزيون». وسألت نفسي هل يقلقنا هذا التقرير أم لا؟ وهل أصبح التلفزيون الوسيلة الترفيهية الأولى كما ذكر التقرير؟ بالنسبة للكبار من الذكور فلديهم الحد الأدنى من وسائل الترفيه حيث المقاهي والأسواق. أما البنات فبالرغم من أن الأسواق والمطاعم تضج ببعضهن إلا أن ذلك ليس وسيلة مناسبة لاستثمار الوقت حيث انه من المهم أن توجد نوادٍ للفتيات لكن الأطفال هم ضحايا الوقت لدينا فلا يوجد وسائل ترفيه باستثناء الصندوق السحري الذي أصبح عادة، لدرجة ان الجهاز مفتوح على مدار اليوم في وقت العطل، ومنذ أن يأتي الصغار من المدرسة في باقي الأسبوع حتى لو كانوا مشغولين بشيء آخر فقد أصبح صوته عادة، ولذلك يبقى مفتوحاً حتى لو خلت الحجرة من الآدميين. كلنا يعرف أن للتلفزيون أكثر من وجه وفيه الفوائد والمضار ولكن أن يتحول الى أن يكون وسيلة الترفيه الأولى لأطفالنا، فهذا يعني انه يتحكم بشكل كبير في عملية التعلم وهي عملية هامة في تنشئة الطفل وإكسابه القيم. عندما كنا أطفالاً لم نكن نعرف ما الذي يتمتع به أطفال العالم من حولنا.. اليوم وعبر الفضائيات يعرف أطفالنا أن في العالم عوالم أخرى ولم نعد بالنسبة لهم المصدر المعلوماتي الوحيد. وهنا خيارنا أن نتفهم احتياج الطفل الى الترفيه فنوجد البدائل ليكون التلفزيون ضمن وسائل الترفيه وليس أهمها، أو أن نستسلم لهذا الغزو لعقول أطفالنا والذي مهما حاولنا أن نراقب أو نغربل فلن ننجح، فالتلفزيون يمتلك من السحر ما لا نمتلك. إذن نحن في منافسة غير متكافئة ولذلك علينا أن نبذل الجهد الأكبر لنفوز بثقة أطفالنا في أفكارنا وقيمنا.