قال صحافي لاذاعة موزاييك اف ام التونسية ان مفاوضات بين ممثلين للمتمردين وآخرين للنظام الليبي تواصلت امس في جزيرة جربة التونسية، بحضور مبعوثين فنزويليين. ويشارك في المفاوضات اثنان من اعضاء المجلس الوطني الانتقالي واثنان من ممثلي العقيد القذافي احدهما مسؤول عسكري كبير، كما قال الصحافي حبيب ميساوي لوكالة فرانس برس نقلا عن مصدر قريب من المفاوضات. واضاف ان ممثلين للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز يحضرون اللقاء ايضا. لكن في باريس اكد ممثل المجلس الوطني منصور سيف النصر في تصريحات لاذاعة فرنسا الدولية ان المجلس لم يرسل اي ممثل الى جربة. وقال ان "المجلس الوطني الليبي لم يرسل احدا (الى جربة). انها شخصيات سياسية ليبية التقت عبد الاله الخطيب (مبعوث الاممالمتحدة الخاص لليبيا) . هو موجود في جربة". واضاف "لم يذهب ممثلون للمجلس الوطني الانتقالي الى جربة او الى تونس. سياسة المجلس هي عدم التفاوض مع نظام القذافي". وتابع ان "ما يمكنني قوله هو ان شخصيات ليبية مستقلة ليست مع الحكومة ولا اعضاء في المجلس الوطني الانتقالي التقت الخطيب لكنها لا تمثل المجلس الوطني الانتقالي". واكد ان المجلس "لا يتفاوض مع نظام القذافي. نطالب برحيل القذافي وابنائه اولا ثم نتفاوض مع آخرين من المحيطين بالقذافي". وفي تلك الاثناء قد يكون المعارضون الليبيون نجحوا في الوصول إلى مدينة الزاوية الاستراتيجية التي تبعد عن العاصمة طرابلس مسافة نصف ساعة بالسيارة لكن كثيرين من أنصار الزعيم الليبي معمر القذافي يرون أن المعركة التي ربما تكون نقطة تحول في الصراع قد تكون في الوقت نفسه بعيدة المنال. وبدا أن جمودا شاب الصراع في ليبيا لشهور في طريقه لنهاية مفاجئة خلال الأيام القليلة الماضية مع إعلان المعارضين الساعين لإنهاء حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما سيطرتهم على وسط مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس وسيطرتهم على بلدة إلى الجنوب من العاصمة. وبالرغم من أن مسؤولين في الحكومة الليبية قللوا من أهمية هذه التطورات وتعهدوا بالنيل من أي مكاسب قد يكون المعارضون حققوها إلا أن قاعدة قوة القذافي في طرابلس محاصرة الآن. لكن لم تظهر إشارات كبيرة على الترقب في وسط طرابلس الاثنين . ولم تشهد العاصمة خروجا كبيرا منها أو إسراعا في تخزين البضائع تحسبا لفترة حصار طويلة مما قد يشير إلى حقيقة أن الكثيرين من سكان المدينة يستعدون للأسوأ منذ بدء الصراع في فبراير- شباط أو أنه ليس أمامهم الكثير من الأماكن ليذهبوا إليها. وعلى العكس سادت أجواء استرخاء بل واحتفال في الميدان الرئيسي بطرابلس حيث خرجت العائلات بعد يوم صيام طويل ودخن الرجال النرجيلة في المقاهي. ومثل كثيرين بدا أن محجوب مفتاح وهو معلم تطوع لحمل السلاح في قوات القذافي يعتقد أن تقدم المعارضة صوب طرابلس احتمال بعيد. وقال متحديا المعارضين "أتمنى أن يسيروا صوب طرابلس. أتمنى.. سيموتون كلهم." وإذا حاول المعارضون التقدم شرق الزاوية أو شمالا من بلدة غريان فسيواجهون على الأرجح مقاومة شرسة من قوات القذافي المسلحة بشكل أفضل. وتعهد أنصار القذافي في طرابلس والذين تم تزويد معظمهم بالأسلحة بالدفاع عن طرابلس في مواجهة المعارضين الذين يصفهم القذافي بأنهم مأجورون. وألقى القذافي البالغ من العمر 69 عاما الاثنين بأول كلمة له منذ بداية رمضان واستخدم لهجته المعتادة المليئة بالتحدي وحث الليبيين على القتال حتى النهاية. لكن جزءا كبيرا من كلمة القذافي التي جاءت في مكالمة هاتفية سمع بالكاد وجاءت بقية الكلمة غير واضحة وصعبة الفهم حتى على مسؤولي الحكومة الذين اختلط عليهم الأمر بشأن كلام القذافي. ونقلت وكالة الجماهيرية الرسمية للانباء نص كلمة القذافي التي قال فيها "نهاية الاستعمار قريبة ونهاية الجرذان قريبة .. يفرون من دار إلى دار أمام الجماهير التي تطاردهم." وعلى الرغم من أن طرابلس عانت في الأسابيع القليلة الماضية من انقطاع كبير في الكهرباء ونقص في البنزين فإن المدينة لم تشهد احتجاجا على الحكومة.