أطلقت منظمة التعاون الإسلامي تحذيرا عاجلا من قرب نفاد المخزون الغذائي في جمهورية الصومال التي تتعرض لكارثة إنسانية بسبب المجاعة وموجة جفاف وصفت بأنها الأسوأ خلال الستين عاما الأخيرة. وكشفت جولات ميدانية أجراها فريق مكتب منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة مقديشو عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال الأسبوعين الماضيين فقط بنحو 45 في المئة. وعزا مراقبون قفزة أسعار السلع إلى أن معظم المنظمات الإغاثية العاملة في الصومال تعمد إلى شراء السلع والمساعدات الغذائية من السوق المحلية، الأمر الذي رفع الطلب وزادت معه الأسعار. وفي هذه الأثناء، وجهت منظمة التعاون الإسلامي نداء عاجلا إلى المنظمات الإغاثية والمؤسسات الخيرية العاملة في الصومال لوقف شراء السلع الغذائية من السوق المحلية والاعتماد على الاستيراد من الخارج بهدف الحفاظ على كميات المخزون الغذائي واستقرار الأسعار. وتأتي هذه التطورات الميدانية في الصومال قبيل انطلاق الاجتماع الطارئ الذي تعتزم اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية عقده في اسطنبول اليوم الأربعاء 17 أغسطس الجاري، لبحث الأزمة الإنسانية الكارثية في الصومال ومخاطرها على الدول الإفريقية. حيث يأتي الاجتماع تلبية لنداء وجهته تركيا من أجل تقديم المساعدات للشعب الصومالي. ومن المقرر أن يبحث الاجتماع سبل التدخل بأسرع وقت لتلبية احتياجات النازحين والمتضررين من المجاعة وموجة الجفاف التي ضربت الصومال ووصفت بأنها الأسوأ خلال نصف قرن، وذلك خلال شهر رمضان المبارك. في السياق ذاته أرسلت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية للمتضررين من القحط والجفاف بالصومال، وذلك في إطار المساعدات التي تقدمها لهؤلاء المنكوبين منذ أن حلت بهم هذه (الكارثة)، لاسيما وأن هذا العون الإنساني يشمل الكثير من مختلف المواد الغذائية والتمور والأدوية والملابس. وقال الأمين العام للهيئة الدكتور عدنان بن خليل باشا: إن هذه الدفعة الجديدة من المؤن التي أرسلتها الهيئة لضحايا المجاعة في الصومال عبارة عن (10) حاويات. ويبلغ حجم الحاوية الواحدة (20) قدمًا، أما الوزن الإجمالي لهذه المساعدات فيبلغ نحو (180) طنًّا. وأضاف أن الهيئة - وكعادتها - في مثل هذه الحالات المأسوية والمحن التي تحيط ببعض شعوب العالم الثالث ستواصل في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية للشعب الصومالي المنكوب بسبب المجاعة الطاحنة. وأشار الباشا إلى أن الهيئة تَمُدُّ يد العطاء الجزل لمثل هذه الشعوب المنكوبة بفضل الله تعالى، ثم بدعم الموسرين من أهل الخير والإحسان، حيث تجد الهيئة في مثل هذه الظروف القاهرة استجابة كبيرة من قبل هؤلاء الموسرين. وكانت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية قدمت من قبل (235) طنًّا من المواد الغذائية المختلفة، ووزعتها على المناطق المنكوبة بالصومال عن طريق مكتبيها في مقديشو وهرجيسا، ووفرت أيضًا كميات كبيرة من مياه الشرب النقية من خلال حفرها للعديد من الآبار السطحية والارتوازية.