هاجم عشرات المتطرفين اليهود ومعظمهم من جنود الاحتياط حافلة تابعة للصليب الاحمر الدولي تقل أهالي أسرى فلسطينيين، من منطقة نابلس، في محاولة لمنعهم من مواصلة طريقهم لزيارة ابنائهم في سجن "ريمون" بصحراء النقب جنوبي فلسطينالمحتلة. وذكر ذوو أسرى في اتصالات هاتفية انهم فوجئوا بالعشرات من أنصار الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليط، وقد اغلقوا الطريق بالحجارة على بعد بضعة كيلومترات من السجن، ورفعوا لافتات تطالب بمنعهم من زيارة ابنائهم رداً على منع عائلة شاليط من زيارة نجلها الاسير لدى فصائل المقاومة منذ ما يزيد عن خمسة اعوام. واشار الأهالي الى ان "انصار شاليط" صعدوا الى الحافلة، ورددوا هتافات في وجه الاهالي وعلقوا شعارات على هيكلها، تتساءل: من الذي يزور شاليط؟ و"لا زيارة لشاليط يعني لا زيارة لكم". من جانبه، ندّد نادي الأسير الفلسطيني بهذا الاعتداء، وقال في بيان أمس "إن هناك المئات من أهالي الأسرى ممنوعون من الزيارة منهم أسرى غزة فجميعهم محرومون من زيارة ذويهم منذ أكثر من أربع سنوات، وبالتالي فإن أسرى غزة لا يحصلون على احتياجاتهم الخاصة كالملابس أو حتى الاتصال بذويهم." وأكد النادي أن زيارة أهالي الأسرى هو حق عادل لهم وحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أهالي الأسرى مطالبا المؤسسات الحقوقية بضرورة فضح الانتهاكات التي ترتكب على مرأى من العالم بحق الأسرى وذويهم. من جهة أخرى، أعلن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك في تصريح أمس "ان الجهود المبذولة للافراج عن شاليط مستمرة بدون توقف، الا انه من الافضل عدم الافصاح عن اي تفاصيل تتعلق بذلك". وفي القاهرة، كشف مصدر مصري رفيع المستوى عن مفاوضات غير مباشرة تجري بين (إسرائيل) وحركة حماس لإنجاز صفقة تبادل الأسرى وهي المفاوضات التي تقودها مصر لإطلاق أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية" في مقابل الإفراج عن الجندي شاليط. واعرب المصدر عن أمله في أن يبدي الجانبان المرونة الكافية لإنجاز الصفقة، لافتاً إلى أن لدى حماس قراراً بضرورة إنجاز الصفقة وفق شروط منصفة مؤكدا على انه لا يمكن الحديث بعد عن اختراقات جرت في هذه المفاوضات. ورجّحت مصادر مطلعة أن تجرى المفاوضات داخل مبنى المخابرات المصرية موضحة أن فريق عمل "إسرائيلياً" سيشغل قاعة، وأن وفداً فلسطينيا سيشغل قاعة أخرى فيما يتحرك الجانب المصري بينهما وقالت: "على رغم أن من المبكر الحديث عن تقدم ملموس، لكن لا يمكن أن نغفل أن هناك بوادر إيجابية، ولو توافرت الإرادة الحقيقية لإنجاز الصفقة لدى الجانبين وأبدت "إسرائيل" استعدادها لدفع ثمنها لإطلاق شاليت فإن الصفقة ستنجز في وقت زمني غير متوقع، معتبراً أن على الجانبين أن يقوما بالخطوة المنتظرة والواجب تقديمها كي يتم إنجاز الصفقة.