(1) إطلالة: البحر نافذة الدنيا الواسعة، على صخرة رسمتها لموضع جلوسك تطل على هدوئك، وأمواجك المتلاطمة صورتك المنعكسة على سطح الماء، وأنت تمسك بالصنارة، وتمسك بناظريك المدى تخالها عندما تنهض مغادرا ستبقى وسيبقى طيف تلويحك بالصنارة، وأسماك تقفز من روحك إلى جوف البحر تأخذ طريقها إلى أعماقه التي تشبه أعماقك؟ تخرج الصنارة خالية الوفاض، ثم تردها إلى سكون البحر، فتنداح دوائر الهموم بداخلك تبحث عن شاطئ آخر، وتسأل نفسك: الى متى سيبقى المدى معلقا بناظريك كل يوم حتى تتوارى الشمس بوجه يشبه وجهها، فتحمل سلة روحك، فتتقافز منها أسماك بألوان مختلفة، ويلفظ البحر صنارتك وتأخذ طريقك بين الصخور، وتترك خلفك حلما بأن تقطع هذه الأمواج الى حيث تتوارى الشمس؟ يضيق بك ذرعا الانتظار، والأمل بأن تحمل الأمواج زجاجة تحمل روحها فتقفز كروح نافرة الى أعماق البحر. (2) على قارعة البياض: في لحظة سكون أبيض، كبياض مفرش على الطاولة أمامك، كبياض ورقة تتشبث بالقلم بين أصابعك، كبياض فكرك الساكن في هذه اللحظة. اذ يضج المكان باندلاق لسان كوب القهوة البني، لحظة شهقة وردة حمراء كانت تذكرك بأنفاسها.