الأستاذ عبد الله الجعيثن ليس مجرد كاتب فهناك من يتعاطى هذه المهنة ويكتب كثيرا ومنذ سنين ولكن شيئا مما يكتُب لن يعلق في ذاكرة الأيام أو يبقى محفوظا للأجيال كمعالم تسير على نهجها وتستفيد منها في الحياة وأما أستاذنا فقلمه يعزف كتابة ألحان يرقص لها القارئ طربا حين يكتب الأستاذ الجعيثن فآراؤه وأحكامه ليست وليدة هوى أو ناتجة عن عاطفة وإنما هي حقائق أفادها من تجاربه في الحياة ووقائع مر بها وليس راء كمن سمع . فهو من شهود العصر على تاريخ الأسهم السعودية وقد أودع هذه التجربة وسجلها في كتاب خاص بذلك وله مقالات عديدة وماتعة في هذا الجانب تعد دررا لا تُنسى وروائع لن تغيب عن الحضور في أي سجال حول هذا الشأن كان فيها مثالا لصاحب القلم الحر النزيه متجردا عن أي غاية شخصية فهو يكتب بوحي من الأخلاق والقيم ومن منطلق الخوف على المصالح الوطنية في جميع كتاباته بعيدا كل البعد عن مظنة البحث عن مصالح فردية . في الأسبوع السابق تناول أستاذنا الكريم في زاويته الخميسية الفساد في الشركات المساهمة وقد أبدع كعادته في طرح الموضوع وكان دقيقا في التصوير فشبه واقع بعض الشركات المساهمة والحال التي وصلت اليها بالمرأة سيئة السمعة لقد كان تصويرا رائعا فهناك شركات تعتبر صناديق سوداء لا يمكن لأي مساهم مهما كان وضعه أن يقترب منها أو يحاول معرفة ما بداخلها فهي محرمة عليهم يدعم ذلك نظام ضعيف للشركات المساهمة تشرف على تطبيقه وزارة التجارة كما يعين على تهميش دور المساهمين مما قد يسهل الفساد ونخره في بعض الشركات المساهمة مع عدم تفعيل حوكمة الشركات. العلاقة بين المساهمين ومجالس الإدارات تكاد تقتصر على جمعية عمومية تقام مرة كل عام يحضرها أعضاء مجالس الإدارات وكثير منهم مكفهر الجبين ُيقرأ التقرير السنوي ويتلا على الحضور ويصوت على بنود الجمعية وأهمها بالتأكيد إبراء ذمم أعضاء المجالس . وأما الحديث عما أنجز والخوض في المستقبل والعمل له فهو ما لا يمكن بحثه لأن تفكيرهم قاصر وقدراتهم محدودة أو مفقودة ومواهبهم عاجزة عن بلوغ مؤهلات الإدارة القوية والمتمكنة والواعية كونها كبريتا أحمر نادر الوجود قد يتوفر لبعض الشركات الخاصة أو المساهمة التي يقوم عليها أصحابها ويمتلكون فيها. اما المساهمون في كثير من الشركات فتوالت عليهم الخسائر ومع ذلك يجدد لهذه المجالس رغم نتائجها السيئة . شركاتنا المساهمة يمثل بعضها صورا صادقة للفساد الذي قضى على هذه الشركات وبلغ بها هذه المستويات الموغلة في التردي فليس هناك من يحاسب أو يعاقب لم نسمع في يوم من الأيام أن موظفا تنفيذيا أو عضو مجلس إدارة تم سجنه أو فصله لقد أصبحت بعض الشركات فرصا ذهبية لكل فاشل ومأوى لكل بليد وعاجز يقتاتون منها ويعيشون عليها رواتب ضخمة ومكافآت كبرى لأشخاص لو أن أحدهم كان يعمل في القطاع الحكومي لما تجاوز راتبه ال10 آلاف ريال عند تقاعده أعرف موظفا في إحدى الشركات المساهمة خريج اللغة الإنجليزية يقال إنه عمل في أحد البنوك ونال شهادة تدريبية منها يعمل حاليا ممثلا ماليا براتب 50 ألف ريال راتب وزير كيف لا تفلس بعض الشركات وتتدهور أوضاعها إذا كان هذا الموظف نموذجا واحدا لغالب العاملين في الشركات المساهمة تناقض بين التخصص والعمل سيعود بالضرر على الشركة قولا واحدا وسيبدد أموالها وستكون الشركة ونتائجها والمساهمون ضحايا لوجود مثل هذا الموظف العجيب. إن القطاع الخاص الإبداع والتميز والاخلاص أهم متطلباته والله المستعان.