رفض علي بلحاج الرقم الثاني في الحزب الإسلامي المتشدد المحظور "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" رواية مقتل نجله عبد القهار (23 سنة) المدعو "معاوية" مثلما أعلن بيان صادر عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل يومين. وقال علي بلحاج في تصريحات للصحافة أمس الأربعاء إنه "لن يصدّق ما جاء في بيان القاعدة ما لم ير جثة ابنه أمامه بعينيه". واستغرب بلحاج عدم علم مصالح الأمن الجزائرية التي قصد مقراتها بحي البدر بمنطقة القبة بالعاصمة الجزائر، حيث يقطن، بمقتل نجله عبد القهار الذي التحق بصفوف القاعدة العام 2006 بعد تأكيد الأخيرة أنها لم تتلق شيئا يؤكد أو ينفي رواية مقتل عبد القهار وأن المعلومات التي تتحدث عن مقتله "مجرد كلام جرائد". ويطالب بلحاج الذي سجن 12 سنة كاملة عقب اتهامه بالتحريض على العنف وتهديد الاستقرار الداخلي بعد إجهاض المسار الانتخابي الذي فازت به العام 1991 الجبهة الإسلامية للإنقاذ لزعيمها الشيخ عباسي مدني المقيم بالعاصمة القطرية الدوحة، يطالب بتسليمه جثة ابنه مثلما هو معمول به قانونيا حتى يتمكن كما قال من دفنه وتتمكن عائلته من زيارة قبره مشددا على عدم تصديق البيانات الصادرة عن تنظيم القاعدة وأنه ينتظر شيئا رسميا من سلطات البلاد. وكان بلحاج شكّك العام 2006 في فرضية التحاق نجله عبد القهار بصفوف القاعدة (الجماعة السلفية سابقا) بعد اختفائه عن الأنظار سنة كاملة مرجّحا أن يكون ابنه قد اختطف من طرف المخابرات الجزائرية نكاية فيه ، قبل أن يظهر عبد القهار وهو مدجّج بالسلاح وهو يتوسط إرهابيين اثنين في شريط فيديو أورده تنظيم القاعدة بثته قناة الجزيرة بعد سنة من ذلك. وأصدر القضاء الجزائري العام 2009 حكما غيابيا بالمؤبد في حق عبد القهار بلحاج بعد 6 أشهر فقط من التحاقه بصفوف القاعدة بتهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية تزرع الرعب". وحسب التسجيل الصوتي الذي بثته الهيئة الإعلامية لتنظيم القاعدة الاثنين على أحد المواقع الإلكترونية المقّربة منها تنعي فيه مقتل عناصرها ، فإن نجل الرقم الثاني في الحزب المحظور فجّر نفسه واثنين من مرافقيه في حاجز عسكري بمنطقة الثنّية ( 60 كلم شرق العاصمة ) عندما كانوا في طريقهم إلى العاصمة الجزائر حيث كان من المقرر تنفيذ عملية انتحارية استعراضية تستهدف منشآت حيوية لم يذكرها.