افاد ناشط حقوقي أمس الاربعاء ان ثلاثة اشخاص قتلوا الثلاثاء برصاص رجال الامن اثناء تفريق تظاهرات في عدة مدن سورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "شخصين قتلا وجرح عشرون آخرون بينهم ثمانية اطفال برصاص الامن الذين حاولوا تفريق تظاهرة جرت في الرقة (شمال) وشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص". واضاف ان "متظاهرا قتل برصاص الامن في مدينة جبلة (غرب)". وتابع ان "عشرات الاشخاص جرحوا في معضمية الشام (ريف دمشق) اثناء اقتحام الامن المدينة لتفريق مظاهرة جرت فيها بعد صلاة الترويح"، مشيرا الى ان "جروحا بعضهم خطيرة". وتخشى السلطات ان تشكل صلاة التراويح مناسبة لانطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية خلال شهر رمضان بعد ان دعا ناشطون عبر صفحة "الثورة السورية" على فيسبوك الى التظاهر خلال شهر رمضان. وقال الناشطون ان "موعدنا كل ليلة بعد التراويح". كما افاد الناشط امس ان مئات الدبابات انتشرت حول مدينتي حماة (وسط) ودير الزور (شرق) بينما شوهدت دبابات تتجه نحو مدينة السلمية (ريف دمشق) في ظل انقطاع للاتصالات الهاتفية. وذكر ان "نحو مئتي دبابة بالاضافة الى آليات عسكرية اخرى تحاصر مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات". واضاف ان "اكثر من مئة دبابة وصلت من طريق حمص (وسط) وطريق خان شيخون (شمال غرب) بالاضافة الى عشرات ناقلات الجند المدرعة" مشيرا الى "انقطاع الاتصالات الارضية والخلوية عن مدينة حماة". واشار مدير المرصد الى "دبابات ومدرعات عسكرية شوهدت على الطريق المؤدية الى مدينة السلمية (30 كلم جنوب شرق حماة) التي شهدت خلال الايام الماضية مظاهرات حاشدة طالبت باسقاط النظام". واشار الى "انقطاع الاتصالات الارضية والخلوية عن المدينة". من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري مسؤول امس ان "التنظيمات الإرهابية المسلحة في محافظتي حماة ودير الزور تواصل ترويع المواطنين بنشر الشائعات الكاذبة بين صفوفهم في محاولة لتشويه صورة الجيش والاساءة إلى سمعته وصولا الى اثارة الفتنة بينه وبين أهله وذويه في المحافظتين المذكورتين". ودعا المصدر "المواطنين في حماة ودير الزور" الى "الا يصغوا إلى الشائعات التي تروجها تلك التنظيمات الإرهابية". واكد ان "وحدات الجيش تعمل على عودة الامن والاستقرار الى المناطق التي عاثت فيها التنظيمات الارهابية فسادا وعكرت صفو حياة المواطنين بسبب ممارساتها المخلة لمبادئ الدين الاسلامي السمحة وبالقواعد الاخلاقية للمجتمع". الى ذلك فشل مجلس الامن الدولي امس الاول لليوم الثاني على التوالي في التوافق على موقف مشترك حول القمع في سوريا التي شهدت عاصمتها وريفها. وتحدث دبلوماسيون عن تقدم الا ان الانقسامات لا تزال مستمرة بين الاعضاء ال15 في المجلس. وسيجري الدبلوماسيون مشاورات مع عواصمهم قبل استئناف المناقشات . وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحافيين في نيويورك ان الرئيس بشار الاسد "فقد اي شعور انساني". واضاف "منذ بداية الازمة، اصدرت العديد من التصريحات، وتحدثت الى الرئيس الاسد مرارا وعبرت عن رغبتي في ان يكون صريحا في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات". واكد بان كي مون ان اعمال القمع التي شهدتها سوريا خلال الايام الماضية "غير مقبولة بتاتا"، مؤكدا ضرورة ان "يدرك الرئيس الاسد انه مسؤول امام القانون الدولي". وكانت روسيا والصين هددتا باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور اي قرار يدين سوريا، تدعمهما في ذلك البرازيل والهند وجنوب افريقيا. في شأن آخر وصف معارض سوري بارز اللقاء الذي عقده ممثلون عن المعارضة السورية مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون في واشنطن بأنه كان ممتازاً، مشيرا الى أنها عبّرت خلاله عن رغبة بلادها في بدء المرحلة الإنتقالية بأسرع وقت في سوريا. وابلغ رضوان زيادة، المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية في واشنطن واحد المعارضين السوريين الذين حضروا اللقاء، يونايتد برس انترناشونال، أن الوزيرة كلنتون "شددت على ضرورة بدء المرحلة الانتقالية لحفظ الكثير من دماء السوريين، وعبّرت عن قلقها من استمرار عمليات القتل وخاصة في مدينتي حماة وديرالزور، حيث سقط مئات السوريين في الأيام الأخيرة". وقال زيادة إن اللقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية "استمر ساعة كاملة وحضره ستة أشخاص يمثلون مختلف التيارات السياسية المعارضة ويقيمون بالولايات المتحدة، ولكن لم يكن بينهم أي ممثل عن جماعة الإخوان المسلمين". واكد زيادة أن المعارضين السوريين "لم يطلبوا من الوزيرة كلنتون خلال اللقاء اتخاذ اي اجراءات عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، انطلاقاً من موقف المعارضة السورية الرافض للتدخل العسكري". وقال إن المعارضين "طلبوا من كلنتون أن تمارس بلادها أكبر قدر من الضغوط على النظام السوري وخاصة بالمجال الاقتصادي".