لديّ حكاية من حكايات الصيف ليس لها علاقة بروحانية هذا الشهر الفضيل، ولو أنها جاءت بنفس التوقيت "الصيف "، تشاركه في الزمن وتبتعد عنه في القيمة والاخلاق ، وقد نجد لهذه الحكاية صورة مطابقة في المسلسلات التي تنتج لتعرض في شهر رمضان المبارك ،حتى اصبح هذا الشهر الفضيل مهرجانا للدراما المحلية والعربية وخصمهما الرومانسي العنيد المسلسلات التركية ، ومن هذا الباب الذي تقف أمامه كل حسناء قد تتسبب في خسارة بعض أجر العطش والجوع ،أجد من هذا الباب مدخلا مناسبا لأحكي لكم القصة ، وقبل رواية الحكاية أسأل أهل التجربة من المتزوجين عن ذكريات شهر العسل - ولا أدعي معرفة زائدة إن قلت إنني أعرف الصورة الشاملة عن هذه الذكريات - التي في معظمها لها مذاق العسل عند البعض ، والقليل فقط القليل هم الذين وجدوا في الكرش عظمة في شهر العمر ، الأعزاء العزاب والعازبات ، لا يخلو خيالهم من صور رمانسيات هذا الشهر ، وينتظرون الحدث العظيم لتطبيق صور الخيال على أرض الواقع ، الحكاية زمنها الصيف ومناسبتها شهر العسل، ومكانها بلد كل ما فيه رومانسي يساعد على حياة شهر العسل ، وبعد أن راجع أصحاب الذكرى ذكرياتهم وأصحاب الخيال حلقوا بخيالهم الى عالم الرومانسية لكم هذه القصة : الحكاية لعريس يبدو أنه متمرس على سلوك المغادرات الليلة والعروس لم تعرف التفاصيل بعد، وعسى أن يكون بعدم معرفتها رحمة ، في تلك البلاد الجملية وفي أولى ليالي العسل ، خرج العريس من الفندق تاركا عروسه ليبحث عن مواقع عسل أخرى، وفي طريق البحث المريب صادف أو هكذا يجب أن يلتقي شخصاً يتصيد في الطريق سياح الشهوات ، ولا يحتاج الأمر لكثير من العناء فسرعان ما عرف كل منهما الآخر ، ونتجاوز تفاصيل السمسرة ، لكشف نتيجة المغامرة المشبوبة ، حيث دخل عريسنا المكان الذي يفترض أن يجد فيه مقدمات الرغبة ، ليتفاجأ بمجموعة من المحتالين يأمرونه ببطش وجبروت أن يفرغ ما في جيوبه من مال وينصرف من هذا المكان إن أراد السلامة ، وحمل خيبته بكل وقاحة وتوجه إلى مكتب السفريات الذي رتب له رحلة شهر العسل ليخبرهم بوقاحة عن عملية النصب لمساعدته على استرداد ماله أو جزء منه ، وهناك نصحوه بما يمكن أن يُنصح به كل شخص ارتكب مثل حماقته ، "اشكر الله على سلامتك واشكره أكثر أن أمرك لم ينفضح وتكشفه المسكينة التي تنتظرك بلهفة العروس المتعطشة لعسل زوجها الحبيب ، اكسب الستر والسلامه واذهب لزوجتك ". وأنا هنا بدوري رويت لكم هذه القصة ، وأترك لكم الحكم..