يحكى أن أبا علقمة النحوي عثر به الحمار، فاجتمع الناس عليه، فلما أفاق قال: «ما لكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنة افرنقعوا عني». سبحان الله فمعضلة الفضوليين قديمة وليست مستجدة في زمننا، لكن هم في هذا الزمان أكثر ضرراً وسلبية، فكثيراً ما نلاحظ في حوادث المرور، الحرائق، وكافة أعمال الانقاذ تواجد المتجمهرين الفضوليين لمشاهدة كل شيء غير آبهين لما يسببونه من مضايقات لرجال الأمن والانقاذ، ومنعهم من أداء مهامهم في المساعدة والانقاذ، فتجدهم يتجولون ويتنقلون في مكان الحادث عين على أحد أطرافه وعين على الطرف الآخر، سياراتهم ملأت المكان وتتسبب في الحيلولة دون وصول سيارات الجهات المختصة من أمن وإنقاذ بسهولة وبالتالي تأخيرها ولا يعلم هؤلاء ان دقيقة زمنية قد تنقذ نفساً بشرية من الموت. بل وصل الحال للكثير من هؤلاء الفضوليين لأن من يقوم بتصوير مشاهداتهم في الحوادث ونشرها عبر التقنيات الحديثة فكم صورة ومقطع فيديو لمنظر مصاب بل وحتى لجثث وأشلاء بشرية انتشرت وتناقلتها أجهزة الجوال عبر البلوتوث. قد تكون هذه القضية مستهلكة وأشبعت طرحاً عبر وسائل الإعلام لكن - وللأسف الشديد - لازالت قائمة ولم نجد لها حلاً، وإلى ذلك أناشد جهات الاختصاص بالعمل الجاد لسرعة سن قوانين تردع هؤلاء الفضوليين بحجم القوانين والأنظمة الموضوعة لمعاقبة المتهورين في السرعة وقطع إشارات المرور، ولعلي اقترح فرض غرامة مالية على كل متجمهر من خلال عناصر أمنية تُوظف لهذا الغرض، وأنا على يقين وثقة تامة بأن تزول هذه المعضلة وتندثر مع مرور الوقت، والله من وراء القصد.