في الكويت تم تدشين قناة فضائية بملكية واسم شركة اتصالات كبيرة هناك ، خطوة جرئية من وجهة نظري ان تقتحم سوق الفضائيات شركة اتصالات تصنف من اكبر المعلنين بالسوق الكويتي المزدحم بالقنوات الخاصة والمعتمد وبدرجة كبيرة على الاعلانات . الفضائية الجديدة ليست متخصصة بالاتصالات وتقنيتها ، وانما دخلت المنافسة من اوسع ابوابها بمجموعة من الاعمال الدرامية والبرامج الرمضانية ، ماهي ابعاد هذه الخطوة على المستوى البعيد لو نجحت ، بطبيعة الحال ستعطي الفرصة لشركات اتصالات كبرى لخوض هذه المغامرة الذكية ، وفي الوقت نفسه ستؤثر كثيرًا على العديد من القنوات وقد تتسبب في اغلاقها نظرًا لان شركات الاتصالات من اكبر المعلنين فضائيا ، الذكاء في خطوة شركة الاتصالات الكويتية انها لو نجحت في تحقيق شعبية داخل محيط البيوت الكويتية فإنها ستحقق نجاحاً تسويقياً لايمكن قياسه كون ان اعلانها سابقًا ولثواني في أي قناة كان يكلفها الملايين ولكن مع قناتها ستكون لمدة ساعات وساعات وبمبالغ مالية لا تقارن !! الكويت بلد غريب مشكلته أن أكثر الافكار الاعلامية تبدأ منها ، ولكن رغم قوة الكثير من هذه الافكار إلا أنها لاتستمر وأهم أسباب ذلك من وجهة نظري العوامل السياسية الداخلية هناك ، فسبق لي أن تحدثت عن تجربة دخول كبرى الصحف الكويتية لتجربة القنوات الفضائية ، حتى وقتنا الحاضر التجربة أكثر من ناجحة ، ولكن مصادر خاصة لي أوضحت أن هناك عوائق مالية كبيرة قد تتسبب بإيقاف احد اشهر قناتين فضائيتين بالكويت . الامارات وقطر أكثر احترافية في الوجود الفضائي ، نحن في السعودية متأخرون كثيرًا في هذا المجال ، نتغنى ببعض القنوات الخاصة التي تندرج ملكيتها بصفات شخصية ولا نحقق من هذه القنوات أي نتاج فعلي يعكس ثقافة واقعنا ، كاتبة جزائرية استغربت أنني أكتب كثيرًا بالفن وفي تصورها أن بلدنا تشابه في التشدد افغانستان في عهد طالبان ، طبعًا نحن لسنا فنيًا كبعض البلدان ولكن واقعيًا وفعليًا نحن أكثر الشعوب حبًا للفن حتى ولو اعترض الكثير من مزدوجي الشخصية والمتلهفين بمعرفة من هي ملكة جمال لبنان او نجمة ستار اكاديمي لهذا العام ، ولكن للأمانة هذه اللهفة والمتابعة الدقيقة لا تتم داخل محيط الاسرة وإنما في الظلام بالاستراحات أو داخل غرف الفنادق ، لأن الأمر في الظاهر ليس مجرد حرام ولكن المهم أنه عيب ..!! الحديث في التجارب الفضائية الخليجية مثير وشيق وتاريخي ، فنحن على مستوى العالم تقريبا الذين نؤسس الفضائيات ونصرف عليها الملايين ، لمدة سنة أو أكثر قبل أن يشاهدها الجميع وفي النهاية يتم إغلاقها ، هل تذكرون قناة الغالية الفضائية ، ونحن ايضًا الذين نحن قنوات الاغاني الى رياضية وقنوات طبخ ، وايضًا نجعل من الفضائيات الاخبارية المتخصصة قنوات دينية أكثر منافسة من إقرأ وأخواتها ، والمصيبة الأكبر أن نؤسس قنوات تتلاعب باسم الدين كتخصص لجذب المشاهدين ويتم عرض برامج فيها تصفية حسابات ووصل الأمر أن يطالب المذيع من مسئول في إحدى الشركات أن يستقيل وتحت ستار الفضائيات النقية !! عندما تابعت أجواء التحقيق مع امبراطور الإعلام مردوخ وابنه وأجواء الصخب السياسي والاجتماعي والاعلامي الذي عاشته بريطانيا والعالم واضطرار رئيس الوزراء البريطاني لقطع جولته الافريقية والعودة لبلاده بسبب هذه الاحداث ، اصبت بحالة من الاندهاش ، جعلني اتساءل هل بالفعل لدينا إعلام مؤثر مثلهم ، لا أحتاج لإجابه ..!!