قبل أيام صدر أمر ملكي بدعم الأعلاف 50%، وهو دعم كبير، ليس لملاك الحيوانات فقط، لكنه فرض للتسهيل على المواطن عموما. معنى ذلك نصف إعاشة الحيوانات ستتكفلها الدولة.. من هذا المنطلق قد نطالب كمواطنين برخص نتاج الحيوانات من حليب ومشتقاته، ولحوم ودواجن فتصل ل50% على اعتبار (ينوبنا من الخير جانب) لكن مربي المواشي والدواجن لن يسكتوا وسيقولون: والرعاية، والنظافة، وأيضا الطبابة ناهيك عن النقل وما إليه) وطبعا لهم حق، ولنا حق بالرد طيب 25 % تخفيض سيكون عدلا، وطبعا لن نفلح، وسنطالب على الأقل بخفض السعر ريالا واحدا، وقد حدث أن كان السعر ثلاث ريالات للترين من الحليب ثم تضاعف لخمسة (أكثر من الثلث). ومن ثم ستة ريالات حتى صار أخيرا بسبعة ريالات وأصبح قبيل فترة محل نقاش وزيادة من بعض الشركات، نأمل له الانخفاض خاصة بعد الدعم الحكومي، فإن لم يكن فالاستقرار غنيمة.. إذا ما سلمنا بحليب الكبار، وقلنا للكبار أغذية متنوعة، نعود لحليب الصغار، وأمره تائه فلا وزارة الصحة يعنيها ولا أحد يقول إذا كان للأعلاف وهي للحيوانات وبعضها للتجارة والمباهاة، وربما تجارة السباقات كما في (مزايين الإبل).. فالأولى دعم حليب الأطفال، وهو الذي تتربى عليه أجساد أطفالنا ومن ثم قوتهم المستقبلية، والتغذية الصحيحة لهم في الصغر هي أساس النشأة بالكبر. الكثيرون ممن هم في سني ولديهم خصلة الكتابة، قد كبروا على معرفة هذا الشقاء الأسري، بسبب غلاء أسعار حليب الأطفال، لكن الفيديو الذي نشره أحد الوافدين عن محاولة أب سرقة علبة حليب لصغيره قبل أكثر من عامين، يؤكد ذلك، حيث اضطر مواطن فقير لسرقة الحليب من البقالة ورصدته كاميراتها، لأن لديه طفلا جائعا.. ولا أدري إن كان الدليل قدم للمحكمة أو اكتفى الوافد بالتشهير بالمواطن!!! الأطفال هم بحاجة للعناية أيضا، فعلى الأقل أرباب الحيوانات ما ملكوها إلا وهم مقتدرون على إعاشتها والمضاهات فيها، وربما الدخول في الجمال بمسابقات خليجية وربما إقليمية.. لكن الأطفال وهم الأساس للمستقبل؟.. وهم من يسابق بهم الوطن مستقبلا.. وزارة الصحة هي المعنية بصحة المواطن صغيرا وكبيرا، والصغير أولى بالرعاية، ولابد من دعم حليب الأطفال، دعما كبيرا، وعلى وزارة التجارة العمل ليكون متوفرا بشروط صحية، ويخضع للفحص من قبل مراقبة الأسعار، ومختبرات الجودة.. ولعله من العجب العجاب أن يتجاوز سعر العلبة الواحدة الخمسين ريالا لتغذي الطفل أقل من أسبوع.. ناهيك عن مصاريف الأطفال، مما يشكل فقدانها قصورا في حقوق الأطفال.. شيء آخر ما دمنا بلدا يساعد تجار الحيوانات، ويخفض لهم للنصف أسعار الأعلاف، وأولها الأبقار، فالمفروض أن يُصنع حليب الأطفال داخليا ويصل طازجا للرضع، فليست كل الأمهات قادرات على الرضاعة الطبيعية. وربما أتجاوز الطموح كثيرا فأطالب عند ولادة كل طفل سعودي أن يحصل لمدة سنتين على الحليب مجانا، أو نصف الكمية على أقل تقدير، فنحن نربيهم لمستقبل الوطن وهم الدعامة التي لابد أن تكون قوية له. لا أنكر أن الرضاعة الطبيعية هي أنسب شيء للطفل، ورغم ذلك لا نجد التركيز عليها كثيرا ولا عمل حملات قوية لتشجيع الرضاعة الطبيعية، بالكاد حصلت الموظفات على ساعة رضاعة، وحتى هذه الساعة أصبحت الأمهات المرضعات، يأخذنها قبل الخروج من العمل أو الدخول له، حيث صعوبة المواصلات تمنعهن من الخروج وسط ساعات العمل مع عدم توفر حضانات قريبة من مقرات العمل.. لذا لا يستفيد الصغير موضع الاهتمام من حليب والدته ولابد من حليب صناعي.. فنعود للنقطة الأساسية وهو لابد من دعم حليب الصغار، فأطفالنا بحاجة إليه أكثر من غيرهم..