أحدثت « موقعة العباسية « أو كما اسماها ثوار التحرير موقعة « الجمل الثانية « مساء السبت حالة من التوتر في الشارع المصري ، وما بين الثوار وكل من المجلس الاعلى للقوات المسلحة من جهة وحكومة الدكتور شرف من جهة اخرى ، قبل ان يعود الثوار الى ميدان التحرير امس الاحد ، لاستئناف نشاطهم وحياتهم من قلب الميدان. وقد أدانت القوى السياسية الثورية والأحزاب المصرية الأحداث المشينة التي وقعت مساء اول أمس في منطقة العباسية والتي نجم عنها إصابة العديد من الثوار، في المسيرة السلمية التي انطلقت من ميدان التحرير الي وزارة الدفاع بغرض تقديم بعض المطالب الي المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، بحسبهم. وقال بيان وقعه 17 حركة وحزب سياسي « إن هذه الإعتداءات الآثمة ، والتي راح ضحيتها عشرات الجرحى والمصابين حتى الآن ، قد وقعت تحت سمع وبصر كافة أجهزة الأمن الموجودة من شرطة عسكرية وأمن مركزي» وأضاف البيان: إن الاعتداءات التي حدثت في العباسية تثير « شبهات قوية حول مدى وحدود تورط هذه الأجهزة في هذه الاعتداءات التي أعادت الى الأذهان ذكرى « معركة الجمل « المشؤومة التي تورط فيها عدد من قيادات الحزب الوطني المنحل وكبار مسؤولي العهد البائد. وطالب البيان كل الجهات المسؤولة في مصر وعلى رأسها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة عصام شرف أن تتحمل كامل مسؤوليتها إزاء ما يحدث من اعتداءات وجرائم لن يغفرها التاريخ مؤكداً أنه يجب على « المسؤولين عن موقعة الجمل الثانية أن يتذكروا أن كافة المتورطين في معركة الجمل الأولى قد انكشفوا، ويتم محاكمتهم تحت سمع وبصر كل المصريين الذين لن ينسوا أبداً شهداءهم ومصابيهم سواء سقطوا في الموقعة الأولى أو الثانية. ودعا الى تشكيل لجنة تحقيق محايدة للتحقيق الآن و فورا في هذه الإعتداءات الآثمة، على أن يشمل التحقيق المسئولين عن الخطاب الإعلامي الرسمي الذي حرض ضد المتظاهرين السلميين وزيف الكثير من الحقائق لتبرير ما تعرضوا له من اعتداءات. فيما اعتبر الدكتور محمد البرادعي المرشح الرئاسي المحتمل أن التشرذم والتخبط يتزايدان والأمن يتراجع ، وقال « نسمع عن وجود مخططات» دون أدلة وفي المقابل نواجه بتهديدات» ، فى اشارة الى اتهام المجلس الاعلى للقوات المسلحة لحركة « 6 ابريل « باحداث الفتنة والوقيعه بين الجيش والشعب . وطلب البرادعي في بيان له من المجلس العسكري والحكومة التدخل الفوري لوقف العنف ضد المتظاهرين السلميين ، وأن يتحملوا مسئوليتهم في هذا الصدد. كما دعا قوى الشعب بمختلف أطيافه لتوحيد الصفوف والبعد عن الفرقة والإختلاف لاجتيازهذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخ البلاد. فيما أكد الدكتور شرف في بيان صحفي مساء السبت أن الحكومة معنية تماما بتنفيذ مطالب الثورة فى الحرية والديمقرطية والعدالة الاجتماعية، مضيفا انها ستعمل من اجل ترجمة اهداف الثورة وماورد ببيان رئيس الوزراء الاخير للامة وتضمينها فى برنامج الحكومة الرسمى والذى سيعلن عنه عقب الاجتماع الأول لمجلس الوزراء بتشكيله الجديد. واضاف انه يود أن يوجه رسالة يطمئن فيها الشعب أن العمل سيسير فى المرحلة المقبلة فى آطار من التنسيق الكامل بين الحكومة وكافة القوى والحركات السياسية من أجل تحقيق الصالح العام . وشدد رئيس مجلس الوزراء على ثقته الكاملة فى أن القوى والحركات الثورية كافة قادرة بوعيها على تفويت الفرصة على المتربصين بهذه الثورة ، واى طرف لا يستهدف خير هذا الوطن ولا يتمنى نجاحا لثورة 25 يناير المجيدة ، والتى ضحى الجميع من أجلها واستشهد فى سبيلها الكثيرين من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن. الى ذلك صرح مساعد وزير الصحة للشؤون الفنية والسياسية الدكتور عبدالحميد أباظه بأن اجمالي أعداد المصابين فى احداث العباسية بلغ 309 مصابين تم اسعاف 196 فى موقع الاحداث وتحويل الباقين إلى خمس مستشفيات خرجوا جميعا بعد أن تحسنت حالاتهم واطمأنت الفرق الطبية عليهم فيما عدا 18 حالة فقط ما زالت محجوزة بالمستشفيات وتتلقى العلاج وحالاتهم جميعا مستقرة. وأوضح أن الاصابات كانت ما بين جروح بالرأس وكدمات وسحجات وجروح سطحية عميقة واشتباه ما بعد الارتجاج و3 حالات قصور ما زالت محجوزة بالمستشفى.