نجا رجل أعمال سعودي شهير بالرياض من أكبر عملية ابتزاز مالية تعرض لها الأسبوع الماضي من مقيم عربي في إحدى الدول الأوروبية ويعمل بأحد مصارفها التجارية، بعد أن حاول الأخير إقناع الأول بالحصول على هبة مالية تصل إلى 6,300 ملايين ريال سعودي مقابل عمولة تبلغ 4,200 ملايين ريال. وتعود تفاصيل عملية الاحتيال التي علمت بها «الرياض»، بعد أن تلقى رجل الأعمال رسالة خطية باسمه من شخص يحمل الجنسية العربية - وفقاً لمضمون تلك الرسالة -، يؤكد فيها أن لدى البنك العالمي الذي يعمل به منذ وقت طويل، حساب مصرفي لأحد العملاء بمبلغ مالي كبير (حوالي 10,500 ملايين بالريال السعودي) ،وأن المبلغ مجمدّ لسنوات طويلة بسبب تغيّب العميل وعجز البنك عن الوصول إليه، مبيناً في رسالته أن السياسة المالية التي يتبعها المصرف في مثل هذه الحالات تتركز في منح تلك المبالغ للجمعيات غير الربحية وبعض الجهات الأخرى. وأبدى باعث الرسالة، استعداده لتحويل 60 في المئة من كامل المبلغ لرجل الأعمال السعودي على أن يحصل هو على 40 في المئة من المبلغ، شريطة تزويده برقم الحساب البنكي الدولي الذي يتعامل به رجل الأعمال، غير أن خبرة المستثمر السعودي ومعرفته المسبقة بهذه الألاعيب أبعدته عن الوقوع في هذا التعامل المالي الخطر. ووصف شخص قريب من رجل الأعمال، تلك الرسالة بأنها عملية «نصب واحتيال» تقوم بها عصابات منظمة من خلال استخدامهم لأساليب ووسائل جديدة للإيقاع برجال الأعمال السعوديين والخليجيين والحصول على معلوماتهم الخاصة تمهيدا لاستغلالها في أغراض أخرى. على ذات الصعيد، حذرّ مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية أمس الأول، رجال الأعمال من الانسياق وراء عروض جديدة يقوم بها أشخاص يدّعون أنهم مواطنون إيفواريون، هدفهم اختلاس الأموال من خلال طباعة وثائق مزورة تحمل أسماء وشعارات بعض المؤسسات المالية المهمة أو المؤسسات الحكومية الإيفوارية للدخول في تعاملات مالية وهمية عن طريق الإنترنت. وأشار المجلس في خطاب وجهه لأمناء الغرف التجارية الصناعية وحصلت «الرياض» على نسخة منه، إلى أن سفارة جمهورية كوت دي فوار بالرياض، أبلغت الجهات المعنية في البلاد اكتشافها لعمليات النصب تلك، وأن هذه الأعمال سببت قلقاً كبيراً للسلطات الإيفوارية وشوهت سمعتها، مشددةّ على أن من شأنها الإضرار بالعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والتجارية بين كوت دي وشركائها. ودعا المجلس رجال الأعمال الذين يتلقون اتصالات من كوت دي لإقامة علاقات تجارية، ضرورة مراجعة السفارة الإيفوارية لتفادي الوقوع في شباك العصابات المنظمة. يأتي هذا، بعد تحذير مماثل أطلقته الغرف التجارية مؤخراً من عودة عصابات النصب والاحتيال الأفريقية خاصة النيجيرية التي تستخدم وسائل وأساليب جديدة للإيقاع برجال الأعمال بعد كشف اساليبها السابقة المتمثلة في دعوة رجال الأعمال للاستثمار في مشاريع وهمية عن طريق إرسال رسائل إلى عناوينهم الالكترونية والعادية. واشارت الغرف في حينه، إلى أن بعض رجال الأعمال والمنتسبين سبق أن تلقوا رسائل بريدية ودعوات للاستثمار في مشاريع في عدد من الدول الافريقية باعتمادات وتواقيع حكومية ثبت انها مزورة كما تبين أن معظم الشركات التي ترد منها الرسائل الالكترونية ليست مسجلة في الدول التي يدعون الانتماء إليها. في غضون ذلك، تخشى أوساط اقتصادية سعودية من تزايد عمليات الاحتيال ووقوع المواطنين ضحايا لها نتيجة معاملات تجارية غير سليمة هدفها الربح السريع، مبدين تخوفهم من هذه الآفة التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير.