يبدو أن حرارة الأوضاع السياسية هذا العام ، بفعل الثورات العربية، والاضطرابات التي تشهدها اكثر من دولة عربية، ستجعل من حر الخليج برداً وأمناً وسلاماً على أهله الذين كانوا ينتظرون في السنوات الماضية فصل الصيف للسفر خارج ،ويتجهون نحو السياحة الداخلية في أوطانهم، أو على الأقل السياحة الخليجية الداخلية ، خاصة وأن المواطن الخليجي الذي كان يقصد تلك البلدان العربية ، كان يجد العديد من العراقيل في السياحة العربية ، ومنها إجراءات الروتين المعروفة والعراقيل في نقاط الحدود . ومن المؤكد أن الكثير من الخليجيين، يرون حرارة اجوائهم الخليجية أسهل بكثير من نار الثورات والاضطرابات السياسية المتنقلة ، ويبدو أن انحسار المجال الجغرافي السياحي العربي أمام الكثير من الخليجيين دفع بهم أو جعلهم ينكفئون الى الدول الخليجية القريبة،بدلا من الترحال بعيدا، توجه البعض منهم العديد من الدول الأوروبية ودول شرق آسيا ، ومع المشكلات التي غرقت فيها هذه الدول اصبح المواطن الخليجي يبحث عن أماكن أخرى للسياحة، ومنها التوجه للداخل الخليجي ، الذي قد لا يقل جمالية عن ما توفره تلك البلدان فصلالة مثلاً لا تقل جمالا عن جبال لبنان او سوريا، وهناك عوائل سعودية فضلت دبي وأبوظبي وأماكن أخرى أكثر أمنا ، وعلى مستوى الداخل في المملكة هناك جبال الجنوب السعودي، وأبها وتهامة ، والشواطئ برمالها الذهبية على البحر الأحمرأكثر أمانا وهدوءا وإستقرارا، ولا تقل ابهاراً عن شواطيء البحر المتوسط ، ومع أن بعض الخليجيين فضلوا الإتجاه بعيداً حيث ماليزيا وسنغافورة، لكن الكثير منهم أيضا أبصروا حقيقة أن بلدانهم لا تقل جمالاً عن غيرها من البلدان، فوفروا بعضا من نقودهم ونجوا من الاستغلال الموجود في سياحة بعض الدول العربية ، والسياحة الداخلية الخليجية من شأنها تعزيز النسيج الاجتماعي، ويزيد من تواصل المواطنين الخليجيين مع بعضهم البعض . ونقول للمنتظرين فرصة السفر الخارجي بعيداً عن دول المجلس، لا تتعبوا انفسكم بالبحث عن أماكن جميلة ، ففي بلادكم الكثير من هذا الجمال والهدوء والسكينة ، الذي ينتظر من يحتفي به، خصوصا أن شهر رمضان الكريم يدخل علينا في وسط الإجازة الصيفية وهذا ما يشجع السياحة داخل البلدان الخليجية التي تعتبر أفضل وأرحم وأكثر روحانية وطمأنينة هذا العام.