في الزنتان، باستثناء الحرب كل شيء متوقف، لا احد يشتغل، المحلات التجارية مغلقة والمدارس ايضا، ويكاد المال ينفذ والطعام متوقف على الهبات، وبينما يعيش الرجال بين الضجر والقتال، تنحصر حياة النساء بين المطبخ والاحباط. وباستثناء اللحظات التي تنطلق فيها الشاحنات الصغيرة بقوة مكتظة بالمقاتلين والقذائف والمدافع نحو الجبهة، فإن المدينة، وهي المركز الإستراتيجي للمتمردين في غرب ليبيا، تبدو وكأنها نائمة تحت شمس تموز/يوليو الحارقة. ومنذ بداية الانتفاضة في شباط/فبراير، يقتصر النشاط في الزنتان على القتال والبقاء على قيد الحياة. ومنذ خمسة اشهر لم يتقاض اي شخص راتبا، ولم يتمكن احد خلال اربعة اشهر من سحب نقود من المصرف. ولاول مرة هذا الاسبوع فتح احد المصارف ابوابه مجددا فهرع السكان لكن لم يبق لديه ما يكفي من المال علما ان الحد الاقصى الذي يمكن سحبه هو مئتا دينار ليبي (154 دولار) كما اوضح مسؤول. وقال خليل احمد (65 سنة) بعد الوقوف في الطابور ثلاث ساعات قبل الوصول الى الشباك "ليس لدي مال في المنزل، ليس لدي ولو سنتا واحدا منذ بداية الثورة، نحن نعيش بفضل التبرعات". واوضح المسؤول في المجلس المدني بالمدينة محمد المعلول "ليس لديهم مال كثير، اننا ننتظر تبرعات او ان يفرجوا عن اموال مجمدة للقذافي". ويتوجه الاكثر ثراء الى تونس للتبضع لكن الوقود نادر، ويتم تموين محطتي وقود هذا البلد المجاور كما ان الوقود مجاني للمقاتلين. لكن سعره باهظ جدا للآخرين: ومنذ بداية الحرب ارتفع سعر العشرين لترا من دينار ونصف الى خمسين دينارا. اما في المستشفى فإنه لا يمكن الاطباء الا من ضمان الحد الادنى من الاسعافات. وأوضح الطبيب انيس عطية "اننا نفتقر الى ادوية الامراض المزمنة والتهاب الكلى والسكري وارتفاع ضغط الدم". لكن لا احد يتذمر والجميع يتكيف، ويعيش حياة غريبة بين حماسة المعارك وضجر الانتظار في مدينة هجرها نصف سكانها. الى ذلك أعلنت وزارة الطوارئ الروسية الخميس أنها أرسلت طائرة ثالثة إلى ليبيا على متنها 36 طناً من المساعدات سيتم تفريغها في بنغازي. وذكرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أن طائرة روسية من نوع "إيل- 76" انطلقت من موسكو نحو بنغازي وعلى متنها 36 طناً من المساعدات الإنسانية. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمر بتقديم مساعدات متساوية لسكان شرق ليبيا التي يسيطر عليها الثوار وسكان مناطق الغرب التي يسيطر عليها العقيد معمر القذافي. في شأن آخر أعلنت وزارة الخارجية الايطالية أن وزير الخارجية فرانكو فراتيني سيلتقي اليوم الجمعة نائب رئيس المجلس الليبي الانتقالي المعارض علي العيساوي ويتباحثان في الأوضاع الراهنة بليبيا. ونقلت وكالة أنباء "آكي" الإيطالية عن بيان للوزارة أن "الوزير فراتّيني سيجتمع بعد منتصف نهار الجمعة بنائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي علي العيساوي". وذكرت أن مؤتمراً صحافياً مشتركاً سيعقد بعد الاجتماع. وكان لقاء جمع فراتّيني والعيساوي في روما يوم الرابع من نيسان/أبريل الماضي حيث أعلن الأول فيه قرار بلاده "الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي باعتباره المحاور الوحيد الذي يتمتع بالمشروعية في ليبيا، وذلك في ما يرتبط بالعلاقات الثنائية".